نيويورك رام اللهالقدسالمحتلة (وكالات) تحدت الحكومة الصهيونية أمس الجمعية العامة للأمم المتحدة معلنة استمرارها في بناء الجدار الفاصل في الضفة الغربية... وجاء ذلك غداة تبني الجمعية العامة بأغلبية ساحقة قرار هدم الجدار الذي أصدرته محكمة العدل الدولية بلاهاي قبل نحو أسبوعين والذي لقي ترحيبا دوليا وعربيا واسعين . وكانت محكمة العدل الدولية قد أصدرت في وقت سابق من الشهر الجاري قرارا اعتبرت فيه الجدار الفاصل غير شرعي وطالبت بازالته وبتقديم تعويضات للفلسطينيين بسبب الأضرار الناجمة عن بنائه... صفعة... أخرى وقد تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة الليلة قبل الماضية قرار محكمة «لاهاي» بأغلبية ساحقة وطالبت اسرائيل بالايفاء بالتزاماتها القانونية التي ينص عليها الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية. وقد صوّت 150 عضوا في الجمعية العامة بينهم الدول ال25 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لصالح قرار هدم الجدار... وامتنعت 10 دول عن التصويت فيما عارضت 6 دول في مقدمتها الولاياتالمتحدة التي اعتبرت القرار غير متوازن وقد يضعف عملية السلام ويحول الأنظار عن الهدف الحقيقي الذي يجب التوصل اليه وهو قيام دولتين تعيشان جنبا الى جنب على حد قولها. وكان من المفترض اجراء التصويت على القرار الجمعة الماضي لكنه أرجىء الى الليلة قبل الماضية لاتاحة مزيد من الوقت للديبلوماسيين العرب والأوروبيين من أجل التوصل الى اتفاق على تعديلات طالب بها الاتحاد الأوروبي لتأييد القرار. تعنت صهيوني وردت الحكومة الصهيونية أمس على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة معلنة أنها ستواصل بناء الجدار بالرغم من التصويت بأغلبية ساحقة عن قرار «محكمة لاهاي». وقال دوري غولد، المستشار الديبلوماسي لرئيس الوزراء الصهيوني «إن القرار الذي تبنته الجمعية العامة يهدف إلى حرماننا من الدرع الذي يشكله هذا السياج الأمني دون تقديم أية حماية بديلة ضد «الارهاب» الفلسطيني على حد تعبيره. وأضاف السفير الصهيوني السابق في الأممالمتحدة لدينا كل الحق في الدفاع عن أنفسنا وإننا مصممون على بناء هذا الجدار. وتابع يقول إن الحكومة لن تأخذ في الاعتبار سوى آراء المحكمة الإسرائيلية العليا بخصوص مسار الجدار. وقبل هذا المسؤول الصهيوني كان السفير الإسرائيلي في الأممالمتحدة وان غيلرمان قد شجب بدوره التصويت على قرار هدم الجدار الذي وصفه بأنه «أحادي الجانب». وقال غيلرمان في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية العامة إن الدول الأوروبية ال25 قدمت «دعما معيبا» لهذا القرار الأحادي جدا. وأضاف «إن فرنسا تصرفت بطريقة معيبة جدا عندما عملت من أجل أصدقائها الفلسطينيين وأقنعت الدول الأوروبية الأخرى باعتماد قرار لم يعدل تقريبا». وقد طالبت فرنسا باضافة فقرة في النص الختامي تطالب الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بالعمل على تطبيق خطة خريطة الطريق. قرار... تاريخي في المقابل رحبت السلطة الفلسطينية بقرار الجمعية العامة ووصفته ب»التاريخي» وقال صائب عريقات وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني أمس إن قرار الجمعية العامة هو قرار تاريخي وقد يكون القرار الأهم منذ عام 1948 بالنسبة الى القضية الفلسطينية. وأضاف إن هذا القرار الزامي ومن الخطأ القول انه غير ملزم لذلك نطالب المجتمع الدولي ببذل كل ما في وسعه لإجبار الحكومة الاسرائيلية على تنفيذ ما عليها من التزامات. وشدّد عريقات على أن قرار الجمعية العامة قد أعاد الأمور الى وضعها الطبيعي والصحيح في ما يتعلق بعدم شرعية الاحتلال الاسرائيلي. وطالب الامين العام للأمم المتحدة كوفي عنان مساء امس اسرائيل بأن تأخذ في اعتبارها قرار محكمة العدل الدولية حول الجدار الفاصل. فيما قالت واشنطن ان القرار لا يعتبر الوسيلة المناسبة لتسوية الازمة الفلسطينية الاسرائيلية. وقد رحبت مصر من جهتها بقرار الجمعية العامة وطالبت الأممالمتحدة بالعمل على تفكيك الجدار الفاصل.