أمس في رادس كان الافريقي وفيا لعادته ولم ينحن أو يستسلم حتى في مواجهة عملاق في حجم ليون ولم يفوّت الافارقة الفرصة للقيام بعرض في الوقت الذي تألفت فيه كل العناصر من حضور جماهيري وفرجة فوق الميدان وأجواء بعبق الماضي والتاريخ لترسم أحلى لوحة في عرس التسعينية الذي سيبقى خالدا في ذهن كل الأفارقة ولن يمحيه الا عرس آخر في المائوية. دخل الافريقي اللقاء متحفزا ومن دون مقدمات رغم غياب تسعة عناصر أساسية فرض الافريقي لونه منذ الدقيقة الاولى من مخالفة ثم تمكن من الحصول على ضربة جزاء في الدقيقة الثالثة نفذها وسام يحيى لكنه أخطأ الهدف. الفريق الضيف لم يكن مسالما رغم الطابع الودي للمباراة ليطلق باستوس الانذار الاول للأفارقة من محاولة في الدقيقة السابعة وجدت المتألق الدخيلي، رجل هذا الشوط الاول. عوّل الافريقي على مهاجم وحيد وخمسة لاعبين في وسط الميدان مما جعل هذه المنطقة مزدحمة تجلت في صراع ثنائي بين ألاكسيس وكالستروم، فيما أقلق باستوس السريع دفاع الافريقي المتثاقل وغير المتزن من حيث التركيبة. في حين كانت الجهة اليمنى لدفاع ليون نقطة الضعف فكانت منطلقا لتسربات العكروت ونور حضرية لكن اللمسة الاخيرة غابت عن الافارقة فيما مثل الدخيلي سدا منيعا امام محاولات غوميس بتصديه لهجمتين في الدقيقتين 22 و26، تعرّض في المحاولة الاولى الى اصابة خطيرة جعلت شبح مأساة بالرخيص تمر من رادس ووضع الجميع أياديهم على أقلوبهم. ليون انتفض في الدقيقة 28، عندما استغل غمويس تمريرة اندرسون وراوغ بمهارة وفتح زاوية التسديد ثم وضع الكرة على يمين الدخيلي الذي لم يجد لها حلا. بعد الهدف سقط الافريقي في أسلوب اللعب المباشر بحثا عن تعديل النتيجة، فيما اعتمد المنافس طريقة الضغط العالي والهجمات السريعة معوّلين على فنيات دلغادو وأندرسون وسرعة غوميش وباستوس. وكاد أسلوب الافريقي المباشر ان يثمر هدفا بعد تمريرة ميليمترية من حضرية استقبلها العكروت على صدره وسددها بين أحضان ريمي في الدقيقة 39. انتهى الشوط الاول بنسق بطيء فرضه الضيوف الذين تحكّموا في اللعب بعد الهدف. الافريقي فعل كل شيء... في الشوط الثاني أخذت المباراة صبغة رسمية عندما أقحم مدرب ليون تسعة لاعبين يمثلون نجوم الفريق في حين كان الافريقي أفضل منذ بداية هذا الشوط وأهدر أكثر من فرصة للتعديل أهمها في الدقيقة 53 من أقدام محمد تراوري الذي صبغ أداء الافريقي بالكثير من النشاط، وواصل الفريق هيجانه ونسج أوتوروغو على منوال تراوري في الدقيقة 62، في المقابل واصل ليون طريقة الهجوم الخاطف عن طريق لوباز وبيانيتش، لكن الحارس محمد الجبّاري استمات في مناسبة أولى في الدقيقة 58 ثم أنقذ القائد يحيى فريقه من هدف ثان في الدقيقة 65. الافريقي كان الافضل خلال النصف الاول من هذا الشوط، مقابل هجمات محتشمة من الضيوف وتجلى ذلك من هجمة معاكسة للأفارقة في الدقيقة 71 لكن نهايتها كانت كغيرها في ظل غياب التركيز والانسجام بعد كثرة التغييرات وتقلص مناعة الدفاع. ليون استطاع بفضل الخبرة امتصاص ضغط أصحاب الأرض وتجميد اللعب في وسط ا لميدان في حين مثل ألاكسيس نقطة قوة الافريقي في هذا الشوط. في الدقائق الاخيرة حاول الافريقي تنظيم صفوفه ونجح في التحكم في الكرة وامتلاكها وبرز ذلك من خلال انشراح نادرا ما نشاهده على تقاسيم وجه لوشانتر، انشراح تحوّل الى فرحة عارمة وانفجر ملعب رادس بهدف العادة في الدقائق الاخيرة عندما برز حمودة المعمري وقلب الطاولة على ليون بهدف التعادل في الدقيقة 93 وسط ذهول لاعبي ليون الذين لا يعلمون ان هذه الطريقة أصبحت علامة مسجلة عالمية باسم الافارقة... انتهى العرس بأفضل سيناريو ممكن وضرب الافريقي أكثر من عصفور بحجر واحد في مباراة مشهودة. محمد الهمامي تشكيلة الفريقين النادي الافريقي: عاطف الدخيلي نور حضرية مهدي مرياح حمزة المسعدي محمد الباشطبجي سليم باشا وسام يحيى ألاكسيس خالد المليتي أنيس بوجلبان أمير العكروت. في الشوط الثاني دخل كل من (حمودة المعمري أوتوروغو محمد تراوري ردوديغ أسامة الحدادي دانيال سياغبي محمد الجباري). أولمبيك ليون: ريمي باركرترفر غوميس ماركيز (كريس) ماتيو بودمار الأمين كاساما علي سيسكو جيريمي تولالان كيم كالستروم اندرسون ميشال باستوس سيزار دلغادو بافيمي غوميز. في الشوط الثاني دخل كل من: ليساندرو لوبيز ماكسيم غولالان إسحاق فوضيل سيغوني بيانيتش بومسونغ أنطوني ريفيار. هوامش من المباراة جمهور الافريقي كان كالعادة النقطة الفارقة في هذا الفريق، بحضور قارب الخمسين ألفا ومساندة غير مسبوقة ولم يتخلف عن هذا الموعد المشهود. المباراة كانت مناسبة لتكريم بعض قدماء الافريقي مثل عتوڤة ونجيب غميض وسمير السليمي ولطفي الرويسي. الهادي صاحب الطابع صاحب أقدم اجازة في الافريقي بعمر 93 سنة أعطى ضربة البداية برفقة صاحب أصغر اجازة في الافريقي. جماهير جزائرية من الجزائر كانت وفية لعادتها في مساندة الفرق التونسية وساندت الافريقي بكل قوة. عيون السماسرة التونسيين والفرنسيين كانت حاضرة بقوة ووفية لعادة تتبع المواهب. حضور اعلامي كبير من الصحافة الفرنسية التي رافقت فريق ليون.