«.. أنا صاحبة اليد النظيفة.. وفخورة بما فعلته في غزة..».. عبارات لم يرددها آرييل شارون بتطرّفه ووحشيته.. بل ردّدتها خليفته على رأس حزب «كاديما» و«نسخته النسائية»، وزيرة الخارجية الاسرائيلية السابقة تسيبي ليفني التي ينظر إليها الاعلام الاسرائيلي على أنها أحد أبرز اللاعبين في الساحة الاسرائيلية الداخلية بقدرتها على إعادة إنتاج أفكار شارون الغارق في غيبوبته.. حتى أن البعض وصفها بأنها السياسية الاسرائيلية الوحيدة القادرة على التماهي مع شارون.. فهذه المرأة «المعلّبة» بجاذبية أنثى لا تهادن.. و«المتفجّرة» بأنوثة «مقنعة» نبتت في بيئة من الاجرام والبطش والارهاب.. فقبل أن تبرز أمام شاشات التلفزات بقبلها التي توزعت على وجنات المسؤولين الذين تلتقي بهم كانت عميلة محترفة في جهاز الموساد الاسرائيلي.. كانت تكره الجلوس في مكتبها وتفضّل ملاحقة القيادات الفلسطينية وتصفيتهم في أوروبا.. ولذلك لم يكن مستغربا أن تتبنّى ليفني خلال العدوان على غزة العام الماضي مواقف إجرامية حين رفضت وقف اطلاق النار قبل سحق «حماس» وإبادة غزّة.. وهي التي لها رصيد دموي منذ أن كانت في وحدة النخبة الخاصة التي دست السمّ لعالم نووي عراقي في باريس عام 1983 ومنذ أن كانت وراء اغتيال يحيى المشهد مدير البرنامج النووي العراقي وعدد من قيادات منظمة التحرير الفلسطينية أيضا واغتيال أحد كبار مسؤولي المنظمة مأمون مرشير في أثينا.. وليفني التي ولدت في تل أبيب عام 1958 تنحدر من أسرة لها تاريخ عريق في الاجرام والارهاب.. فهي إبنة «العجوز الأشقر» إيتان ليفني، القائد الأسبق لشعبة العمليات في المنظمة الارهابية «إتسل» التي كان يقودها مناحيم بيغن، رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق قبل النكبة والذي اشتهر بشكل خاص بتخطيطه وإشرافه على تنفيذ عمليات تدمير البُنى التحتية للفلسطينيين فضلا عن مسؤوليته المباشرة عن تنفيذ العديد من المجازر التي ارتكبت في تلك الفترة بحق الفلسطينيين وعلى رأسهم مجزرة «دير ياسين» التي خطط لها وحصل على موافقة بيغن لتنفيذها.. هي ابنة سياسي مجرم اشتهر بين زملائه ب «ايتان الرهيب» كناية عن عنفه وارهابه وعدم ابدائه اي قدر من الرحمة تجاه القرويين الفلسطينيين الذين كان يبطش بهم ويروّعهم ويبيدهم عن بكرة أبيهم.. في هذا «البيت» ولدت تسيبي ليفني وفي هذا البيت رضعت حليب التطرف قبل ان تشق طريقها في عالم السياسة والجاسوسية حيث انضمت عندما كانت صبية الى حركة «بيتار» اليمينية وشاركت في المظاهرات ضد اتفاقية فكّ الاشتباك بين اسرائيل وكل من مصر وسوريا.. ونشطت الطالبة ليفني وهي في المرحلة الثانوية في المظاهرات التي نظّمها اليمين الاسرائيلي في مطلع السبعينات.. وعندما كان بيغن على وشك التوقيع على اتفاقية «كامب ديفيد» كانت ليفني ضمن شبيبة حزب الليكود الذين تحدّوا «بيغن» وتظاهروا ضده... وكان الى جانبها تساحي هنغبي، رئيس لجنة الخارجية والأمن الحالي وذلك قبل ان تلتحق بدورة ضباط في الجيش الاسرائيلي حيث أظهرت «تميّزا» لافتا للنظر في تنفيذ المهام التي أسندت إليها في القتل والتطرف.. ورغم انها درست الحقوق وتحصلت على شهادة في المحاماة وتزوّجت من محام في مطلع الثمانينات فإن ذلك لم يمنعها من الدوس على حقوق الفلسطينيين و«ذبح» القوانين الدولية من الوريد الى الوريد.. ولذلك استحقت فعلا اللقب الذي اطلقته هي على نفسها بأنها «صاحبة اليد النظيفة» لكن من حقوق الفلسطينيين ومن السلام ومن كل ما هو إنساني.. ألم يدنها حتى القضاء البريطاني!؟