أثارت نتيجة الاستفتاء الشعبي السويسري المؤيدة لحظر بناء مآذن جديدة للمساجد في البلاد «عاصفة» من الانتقادات العربية والاسلامية والعالمية التي رأت فيها «قمعا» لأحد الديانات الكبرى في سويسرا، فيما أبدت جهات ايطالية وهولندية يمينية ارتياحها للقرار واستعدادها للعمل على تعميمه في القارة الاوروبية. وعبّر «الفاتيكان» أمس عن استيائه الكبير من نتائج الاستفتاء التي اعتبر أنها تشكل ضربة قاسية لحرية المعتقد. وأعلن «الفاتيكان» أنه على الخط نفسه مع الأساقفة السويسريين الذين شجبوا نتائج الاستفتاء. عدم تسامح مع «الاسلام» من جانبه، أكد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أنه «صدم قليلا» بتصويت السويسريين لصالح حظر المآذن، مشدّدا على أن الامر يعبّر عن عدم التسامح ويعدّ قمعا لأحد الديانات. وأضاف كوشنير أن بناء المآذن ليس بالامر المهم، متسائلا: هل يشكل تشييد بناء مرتفع قليلا ضررا في بلد فيه جبال؟ بدورها أعربت كاترين غورينغ القيادية في حزب «الخضر» الالماني عن صدمتها من نتيجة الاستفتاء، مؤكدة أن الحرية الدينية لا تخضع للاستفتاءات. وأردفت أن الامر لا يتعلق بالمآذن فحسب ولكنه يرتبط بحرية الاديان ككل، معتبرة أن المسلمات والمسلمين أصبحوا بمقتضى الاستفتاء غير مرحب بهم في سويسرا. وانتقدت السياسية اليسارية بشدة اللوحات الدعائية التي كانت تحث السويسريين على رفض بناء المآذن واصفة إياها ب «العنصرية» وبناشرة الخوف من شيء لا علاقة له بالاسلام على الاطلاق. وتضمنت الاعلانات صورة امرأة منقّبة ترتدي ملابس سوداء أمام علم سويسرا الذي تبرز منه مآذن على شكل صواريخ. من جانبها، ندّدت اللجنة الفيدرالية لمكافحة العنصرية بهذه الصورة التي «تذكي الكراهية»، فيما أبدت لجنة الأممالمتحدة لحقوق الانسان قلقها من «حملة إعلانات مشؤومة» كما اعتبر المفكر الاسلامي طارق رمضان نتيجة الاستفتاء كارثية لأنها تعرب عن خوف حقيقي من الاسلام والمسلمين وتكشف عن الاشكال العميق من الوجود المسلم في سويسرا. ويعتزم حزب الخضر السويسري الطعن في النتيجة أمام المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان في ستراسبورغ لما اعتبره انتهاكا للحرية الدينية التي كفلتها المعاهدة الاوروبية لحقوق الانسان. «إنفلونزا» الاستفتاءات في المقابل، رحّب حزب «من أجل الحرية» الهولندي بنتيجة الاستفتاء، مبديا عزمه على إعداد مسودة قانون لاجراء استفتاء حول بناء المآذن في هولندا. ووفق مصادر إعلامية متطابقة فإن رئيس الحزب «قيرث فيلدرز» أكد أن الهولنديين سيصوّتون مثل السويسريين، تماما إذا طرح استفتاء مماثل. بدوره، قال وزير تبسيط التشريعات الايطالي والقيادي في «رابطة الشمال» روبرتو كالديرولي إن مجلس الشيوخ الايطالي سيشرع غدا الاربعاء بمناقشة «الاصلاحات الفيدرالية للدولة». وأضاف أن «رابطة الشمال» سيقدم مشروع استفتاء لتأكيد القوانين الدستورية الايطالية، وسيسعى الى تعميم الاستفتاء وسينسج على المنوال السويسري.