جماهير الأندية التونسية لم تعد تطلب في الوقت الراهن سوى التخلص من غصرات الدقائق الأخيرة خاصة وأن بعض الجماهير أصبحت غير قادرة حتى على متابعة المقابلات بأكملها نتيجة الشدّ العصبي والتوتر الذي ينتابها. «الشروق» طرحت الموضوع على الدكتور محمد عربي النهدي الاختصاصي في الأمراض النفسية والأعصاب والطبيب السابق بمستشفيات باريس الذي وصف الحلول الكفيلة لمجابهة مقابلات كرة القدم وهذه الوصفة لا تهم سلامة جماهير فريق واحد بل تتعداها الى بقية الجماهير الأخرى: «إن مقابلات كرة القدم ليست سوى إحدى الوسائل الاجتماعية المقبولة لتخفيف المعاناة والتوتر التي يستشعرها الفرد حيال ضغوط الحياة الاجتماعية طيلة الأسبوع وبالنسبة لحالة الانتظار التي تعانيها الجماهير يوم المقابلة فإن لها عدة تأثيرات جانبية Symptômes peripheriques de l'ousciété ومن هذه العلامات الجانبية للتوتر نذكر التسارع في دقات القلب والاحساس بالتنميل في الأطراف والغصرات (الفرد يبرد ويسخن وريقه يشيح) والاحساس بالاختناق والصعوبة في التنفس وقد نسجل حالات الاغماء واضطرابات على مستوى الجهاز الهضمي..». ولكن هل من خطورة على صحة الجماهير؟ يجيب الدكتور محمد عربي النهدي: «لا خوف على الأشخاص العاديين بحكم أن اللّه عزّ وجلّ جعل في القلب آلية (mécanisme de regulation) تساعد على التأقلم حسب الحالات لكننا في المقابل «ننصح الأشخاص الذين يعانون من أمراض ضغط الدم (instable) ومن حالات اضطرابات في نسق القلب Troubles du rythme cardiaque وحالات الانسداد في الشرايين التاجية وأصحاب الأمراض النفسية بأن يمتنعوا عن مشاهدة هذه المقابلات ولكن الحل موجود وهو أن يشاهدوا هذه المقابلات مسجلة بعد أن يكونوا قد علموا مسبقا بنتيجتها النهائية». حصص ارتخاء لمجابهة المقابلة «يمكن مجابهة هذه المقابلات بإجراء بسيط وهو الالتجاء الى حصص ارتخاء طيلة الأسبوع تتراوح مدتها بين نصف الساعة أو ساعة واحدة يوميا: يجلس المحب على مقعد مريح مثلا (Position de repos) يغمض عينيه ويركز على عملية التنفس وعلى جسمه ويجهز كل السيناريوهات الممكنة إذ عليه أن يقنع نفسه أن المقابلة مفتوحة على كل النتائج سواء التعادل أو الانتصار أو الهزيمة وعليه أن يقتنع أن هذه المقابلة ليست مصيرية وليست مسألة حياة أو موت بل هي في الأول والأخير مجرد رياضة». حذار من المنبهات «ينبغي على الجماهير المتوافدة على الملاعب أن تتخلص من تناول المنبهات كالقهوة والشاي وكذلك الكحول والمخدرات والتدخين لأنها تحفز على التصرفات العدوانية داخل الملعب وخارجه». دراسة ألمانية تؤكد أظهرت دراسة ألمانية بشأن حالات الاصابة بأمراض القلب زيادة كبيرة في الأزمات القلبية وصلت الي حدود 4279 مشجعا خلال استضافة ألمانيا لكأس العالم عام 2006.