إن كانت «دار النجار بلا باب» فذاك شأن النجار وحده. ولا يهمّ أحدا سواه.. أما أن تجد في احدى المدن الداخلية حيّا كاملا دياره منزوعة النوافذ، فهذه قالت لهم «تيزي فو»! هذا الحي تابع للصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية... خرّب الدهر أبوابه ونوافذه بعدما أكل عليها وشرب، حرّا وقرّا و«سوسا».. وفتحا وغلقا وهزّا وحطّا.. ورجّا.. عقودا ثلاثة! والحالة تلك، أقدم الصندوق مشكورا بعدما رفّع في أسعار الكراء ومصاريف الصيانة، على إصلاح أبواب الحي ونوافذه، وأبرم صفقة مع أحد الأجوار من النجارين فصفق لها سكان هذا الحي من المنخرطين في هذا الصندوق. الغريب في الأمر، والمضحك فيه الى حد البكاء، أن هؤلاء المئات من السكان وفي هذه الأيام التي اشتدّ قرّها وبردها وهاجت رياحها، وجدوا أنفسهم في شقق بلا نوافذ داخل بيوت «يصفّر فيها الريح» وتشطح الأمراض على وقع الأمطار والصقيع المريع لأن الأمر ببساطة، ان النجار نزع النوافذ القديمة ولم يأت بالنوافذ الجديدة. أما عن الإدارة المعنية فلا تسأل لأن الجواب معروف مسبقا وهو تلك الأغنية التراثية المهذبة لحنا و«توزيعا»: «ارجع غدوة»...