الجامعة الوطنية لمسرح الهواة هذا الهيكل الثقافي ظل على امتداد سنوات طويلة ضحية لتجاذبات عديدة.. ولحسابات شخصية ضيّقة يريد من خلالها البعض استعمال هذا الهيكل «ثديا» يرضعهم مالا وهم نائمون ويجوبون من خلاله المهرجانات ويترأسون لجان تحكيمها ويضمنون الإقامة الكاملة في أرقى النزل.. ويسافرون الى خارج ارض الوطن وتتكفل الجامعة بتوفير تذاكر السفر والإقامة وما يتبعها.. لأجل ذلك وعلى مرّ السنين ظل هذا الهيكل مهمشا.. ينشط بحسب قيمة وجدية الرجال المشرفين عليه.. وإذا فتحت الجامعة أبوابها سنة فلتغلقها عشر... ولكن غياب البرمجة الواضحة فسح المجال للارتجال ولبعض الانتهازيين من استعمال هذا الهيكل لتحقيق غايات أنانية ضيّقة ولو على حساب آلاف المسرحيين الهواة الذين يعلقون آمالا كبيرة على جامعة مهيكلة.. قوية.. ومسؤولة.. تنظّم القطاع.. وتساهم في الارتقاء بمسرح الهواية والذهاب بعيدا بتجارب الهواة وصقل مواهبهم ومساعدتهم على ممارسة هوايتهم.. وجمع شملهم من خلال تبني تظاهرات لها تقاليدها وإشعاعها مثل مهرجان قربة.. ومهرجان الربيع بحمام سوسة.. والفرجاني منجة بقابس.. وعامر التونسي بصفاقس.. وبنزرت وجربة.. ودوز.. وغيرها من المحطات التي مثّلت على امتداد سنوات طويلة منارات يشعّ من خلالها مسرح الهواية.. ولكن في المدة الأخيرة امتدت يد تعرض خدماتها العفوية والبريئة للمسرحيين الهواة وتعدهم بالمساهمة تطوّعا «لا غير» في عودة الروح لجامعة مسرح الهواة.. وصاحب اليد ليس الا المسرحي المحترف المنصف السويسي.. مبادرة هذا الرجل وإن باركها البعض اعتبارا لقيمة الرجل وحرصه على اشعاع الحركة المسرحية في بلادنا هواية واحترافا.. فإن البعض استنكر تدخل المنصف السويسي المسرحي المحترف الذي لا يمكن ان يتخيّل احد انه يتطوّع لخدمة الهواية المسرحية «لله في سبيل الله».. وهم على يقين من انه لا يوجد «قطوس يصطاد لربّي».. وانتقادات البعض لتدخل المنصف السويسي كنا نعتقد انها ستعجّل بهروب الرجل ورفع يديه عن الموضوع ولكنه يبدو مصرّا إلحاحا على مواصلة مساعيه بل اكثر من ذلك سمح لنفسه باختيار مندوبين للجامعة الجديدة ورسّمهم بنفسه واعتمدهم بقرار شخصي منه مندوبين للجامعة حتى قبل عقد مؤتمرها! وهي خطوة تبعث على الحيرة والقلق.. لانه لا احد يفهم سرّ هذه الحمية الفجئية التي حرّكت مشاعر المنصف السويسي على مسرح الهواية.. المهم ان السويسي اتصل برئيس جمعية الاتحاد المسرحي بسوسة الطاهر البنوني وأكد له انه وقع الاختيار عليه مندوبا جديدا للجامعة بالوسط والساحل وطلب منه برمجة اجتماع له ولمساعديه المفترضين في الجامعة يوم 1 نوفمبر القادم بسوسة.. فما رأي جمعية الشباب المسرحي بحمام سوسة التي احتضنت في السابق العديد من انشطة الجامعة عندما كان محمد مرجان احد اعضائها وهو الرئيس السابق لجمعية الشباب المسرحي بحمام سوسة.. وما رأي فريق الشابة وقصور الساف والمهدية وأكودة؟ وأي شرع وقانون يسمح للمنصف السويسي باختيار مندوبين لجامعة لم تعقد مؤتمرها ولم تعرف رجالها؟! أفهمونا أنتم إذن!