أكّد مسؤولون بريطانيون سابقون أنه على رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير ان يتحمّل مسؤولياته كاملة عن الاخطاء التي ارتكبتها اجهزة المخابرات البريطانية بشأن اسلحة الدمار الشامل المزعومة في العراق منتقدين سعي الحكومتين البريطانية والامريكية الي تطويع اجهزة المخابرات لخدمة سياستهما وتحقيق اهدافهما في شن الحرب على العراق. وستقدّم لجنة التحقيق في المعلومات التي اعتمدتها الحكومة البريطانية للمضي في طريق الحرب على العراق الاربعاء المقبل تقريرا ينتظر ان توجّه فيه اصابع الاتهام الى المخابرات البريطانية وحكومة بلير. مسؤولية بلير واعتبرت الرئيسة السابقة للجنة المشتركة في جهاز المخابرات البريطانية بولين نيفيل جونز ان «المسؤولية يتحمّلها رئيس الوزراء اذا ما تحدّث تقرير اللورد باتلر عن اخطاء تقييمية لاسلحة العراق من جانب اجهزة المخابرات». وأضافت جونز في مقابلة مع قناة «بي بي سي» التلفزية البريطانية «لا أعتقد على المستوى السياسي ان يتفادى رئيس الوزراء نتائج مثل هذا الفشل المنهجي». وأشارت المسؤولة البريطانية السابقة الى أن هناك «مشكلة ثقة، لذلك فإنه من المهم اولا أن يعترف رئيس الوزراء بأنه أخطأ». وقد تراجعت صورة رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير كثيرا بعد قراره دخول الحرب على العراق. وأثارت الصحافة البريطانية في عدة مناسبات امكانية تنحي بلير عن منصبه لمنافسه الدائم في حزب العمل وزير الاقتصاد والمالية غوردن براون. وكشفت هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) أمس ان كان يفكر بجديّة في الاستقالة الشهر الماضي غير ان اربعة من وزرائه اقنعوه بالتراجع عن ذلك. رؤية كوك وفي سياق متّصل اعتبر وزير الخارجية البريطاني السابق روبن كوك انه كان على اجهزة المخابرات الامريكية والبريطانية ان تنصح حكومتي واشنطنولندن بشكل موضوعي بدلا من ايجاد غطاء لقرارهما خوض الحرب على العراق. وقال كوك في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) إن الحكومتين الامريكية والبريطانية اعتبرتا انه كان لصدّام اسلحة وكان يمثل خطرا وقررتا اعلان الحرب وقد وجدت اجهزة المخابرات البريطانية والامريكية نفسها في موضع يحتم عليها ايجاد معلومات تسند هذا الموقف». وأضاف كوك «كان ينبغي ان تكون المعادلة عكسية اي ان تبني الحكومات مواقفها وقراراتها استنادا الى ما هو متوفّر من معولمات استخبارية». واعتبر الوزير البريطاني المستقيل في مارس 2003 احتجاجا على قرار بلير دخول الحرب الى جانب الولاياتالمتحدة «أن ذلك كان خطأ أساسيا نشأ في طرفي الاطلسي اي في الولاياتالمتحدة وبريطانيا». وأكّد كوك ان لا احد باستثناء لندنوواشنطن كان يعتقد في أن صدّام حسين يمثل تهديدا بشكل يستدعي اعلان الحرب ضده فورا. واعتبر الوزير البريطاني السابق ان تقرير باتلر قد يكون مناسبة ليعلن بلير أنه أخطأ.