اليد الواحدة لا تصفّق... هذه الحقيقة يعيشها رئيس الامل الرياضي بحمام سوسة الذي كلما رفع رجلا إلا وغرقت الاخرى... والثابت والاكيد أنه ليس من السهل على أي متصرف أو مسؤول الخروج بسهولة من عجز مالي يقترب من المليار!... وحتى نضعكم في قلب الصورة وفي صميم الموضوع فإن المشهد في محيط الامل الرياضي بحمام سوسة شعاره «اللّي شبكها يخلّصها»... لأجل ذلك وجد رئيس الامل نفسه يواجه تيارا جارفا... وحاجة ملحة الى المال تصل حد الاستنزاف... عندما جاء الدعم من رجل عزيز يحب الامل ويعترف بفضائل هذه المدرسة التربوية والرياضية تحركت أقدام اللاعبين وفتحوا شباك الاولمبي الباجي لأربعة أهداف كاملة... ولكن المشاكل المادية لاتزال قائمة... لان اللاعبين لم يتحصلوا على جراية نصف شهر أوت وشهر سبتمبر بأكمله... كما أن أغلب اللاعبين لم يتحصلوا بعد على القسط الاول من منحة إمضاء الموسم الجديد في حين تمتع البعض الآخر بالقسط الاول من منحة الامضاء ونقدا أيضا... والامر محير فعلا لأن أجل القسط الثاني من منحة الامضاء قد اقترب... كل هذا والخسائر الخمسة التي مني بها الفريق غلقت «باب بلاء» مالي... لأن منحة الانتصار محددة ب 800 دينار... والفريق انتصر في مناسبتين الاولى ضد نادي حمام الانف وتم خصم أربعمائة دينار من هذه المنحة... مائتان بسبب الاضراب ومثلهما بسبب الهزيمة ضد النادي البنزرتي... وانتصار ضد الاولمبي الباجي نال لأجله اللاعبون خمسمائة دينار فقط لأنه انتصار بعد أربع هزائم... القادم صعب... من 21 نقطة ممكنة لم يجمع الأمل إلا ست نقاط... وهذا قليل جدا إذا أراد الفريق أن يضمن حسابيا ابتعاده المبكر عن منطقة الخطر... والاطار الفني للامل أشعل الاضواء الحمراء أمام اللاعبين ودعاهم للعمل على كسب اللقاء القادم ضد الاتحاد المنستيري لان الفريق سيدخل بعدها في رحلة صعبة جدا سيكون اقتلاع النقاط فيها أمرا صعبا جدا حيث ينتظر الفريق ثلاثة تنقلات صعبة الى كل من الڤصرين والنادي الافريقي والشبيبة... وسيستقبل الملعب التونسي والترجي... والفريق مطالب على الاقل بجمع سبع نقاط أخرى ليضيفهما الى الست نقاط التي بحوزته الآن لو أراد الابقاء على حظوظه في البقاء... انتدابات لم تحقق الاضافة عندما انتدب الامل اللاعب السابق لجندوبة الرياضية عاطف المازني لم يكن يتخيّل أنه سينتدب لاعبا يرسّمه في المصحة ولا ينتفع بخدماته حيث مباشرة بعد إمضائه لعقده مع الامل وتوصله نقدا بالقسط الاول من منحة الامضاء يكشف عاطف المازني عن إصابة انتهت به الى إجراء عملية جراحية وهكذا انتقل هذا اللاعب الى الامل من أجل نصائح الدكتور جلال دحمان أكثر من تلقّي تعليمات المدرب الليلي... مروان طريطر هو الآخر سئم تجاهل مدربه له خاصة وأن الليلي كان مقتنعا بالمهاجم بشوش حتى عندما يكون في إسوإ جاهزيته... وقلق مروان طريطر انتهى براحة طويلة لم يكن الغضب سببها ولكن تدخل جراحي على مستوى عضلات البطن قد يطيل غيابه ويعفى الليلي من عناء الاختيار بين بشوش وطريطر... مقابلة ودية ضد قوافل قفصة... سيستقبل الامل الرياضي بحمام سوسة يوم السبت القادم في ملعب بوعلي الحوار فريق قوافل ڤفصة في لقاء ودي... ابن صفاقس غازي الغرايري وابن قرقنة شهاب الليلي استغلا علاقة الصداقة والقرب بينهما وبرمجا هذا اللقاء الودي من أجل وضع اللمسات الاخيرة لتشكيلتيهما... رياض جغام الليلي: لن أبدّل «الأمل» بمال الدنيا... مثلما أشرنا الى تلقي مدرب أمل حمام سوسة لعرض هام من نادي نجران السعودي نعود اليوم لنؤكد الخبر من خلال مكالمة هاتفية مع الليلي نفسه الذي أكد الخبر مبرزا أنه ورغم اصرار هذا الفريق عبر متعهده ورغم اغراءات العرض المتضمن ل140 ألف دولار أي بنسبة تتجاوز 17 ألف دينار في الشهر الواحد فضلا عن الامتيازات الاخرى مثل الاقامة والسيارة وتذاكر السفر (ذهابا وإيابا) من السعودية الى تونس وأيضا مضاعفة منحة الانتصار بالنسبة اليه والتي قد تتجاوز في مجملها الى حد شهر ماي المقبل 230 ألف دولار أي أكثر من (280 ألف دينار تونسي تقريبا)... ورغم هذا وذاك فإنه وبقدر ما يحترم نجران السعودي ويقدر ثقته التي وضعها فيه وحرص مسؤوليه على انتدابه خاصة ان الاتصال تكرر في أكثر من مناسبة مع متعهد نجران فإنه لا يتردد في الاعتذار بأسلوبه الرياضي والحضاري من اجل أمل حمام سوسة المتعاقد معه والمتمسك به والذي التزم معه على ان لا يغير وجهته الى اي فريق آخر مهما كان حجمه ومهما كانت اغراءاته وخاصة خلال الفترات الاخيرة التي أعلن فيها رئيسه السيد الهادي لحوار بأن العقد معه مفتوح مهما كانت النتائج فضلا عن الحميمية التي ترسخت مع مسيّريه وأبنائه اللاعبين والجمهور وبالتالي فقد قال شهاب الليلي: «أموال الدنيا كلها لا تغريني ولا تثنيني عن التعلق بالبقاء في أمل حمام سوسة الذي يمكن انتظار نجاحاته في المرحلة القادمة. فمن أعطى كلمته أعطى رقبته... ولذلك فإنني أعتذر لنجران الذي أقدّره الا اذا رأت أسرة حمام سوسة الرياضية غير ذلك».