بعد بداية موفقة ضد نادي حمام الأنف يستسلم الأمل الرياضي بحمام سوسة لأربع هزائم متتالية عجّلت بدق نواقيس الخطر والانتباه للوضعية الصعبة التي يعيشها الفريق والتي قد تفقد معها المجموعة تماسكها وروحها وانسجامها وتواصلها وشخصيتها.. الهزيمة الأخيرة ضد قوافل قفصة كانت على درجة كبيرة من القسوة.. ووجه القسوة فيها أنها فسّرت الهزائم السابقة ضد النادي البنزرتي والنادي الصفاقسي والنجم بخماسية كاملة وأكدت أن الخيبة حقيقة وواقع مؤلم يعيشه الأمل وليس مجرّد عثرة عابرة.. وسنحاول أن نستعرض بعض الملاحظات التي يمكن عند الربط بينها الانتهاء إلى فهم بعض ما يحدث في فريق الأصفر والأكحل! شهاب استقال بعد لقاء قفصة.. وتراجع! فعلا.. لم يحدث أن شاهد ملاعبية الأمل مدربهم الليلي في مثل النسخة التي وجدوها عليها بين الشوطين في لقاء الأمل والقوافل.. شهاب «هاج وماج».. انفعل.. وهدّد بأن يكون آخر لقاء له معهم.. وأخذ عنه الكلمة مساعده عبد الحي الكثيري الذي تهجّم على اللاعبين واتهمهم بالتقصير وانعدام روح البذل والعطاء.. ومع نهاية اللقاء توجه الليلي نحو لاعبيه في حجرات الملابس وقام بمصافحتهم وتوديعهم.. ولكن اتصالا هاتفيا من الغد مع رئيس النادي الهادي الحوار جعله يقتنع بالتخلي عن قرار الانسحاب ومواصلة العمل.. إفراط رئيس النادي في البكاء! تقريبا لا يترك رئيس النادي الهادي الحوار فرصة يظهر فيها تلفزيا إلاّ ويؤكد خلالها الوضعية المالية الكارثية للنادي وغياب الدّعم وضعف الموارد وارتفاع حالة العجز.. وطبيعي أن تتسلط على اللاعبين حالة من القلق والخوف خاصة عندما لا يتم صرف ولو جزء من منحة الامضاء ولا يتوصّلون بأي منحة أو حتى جراية وحتى عندما يطلب لاعب مثل بن قويدر بعض المال لمواجهة مصاريف متأكدة يمنحه المسؤول عشرة دنانير!؟.. واللاعب أيمن بن فضل لم يتحول إلى تربص مدينة توزر إلا بعد أن تسلم مستحقات الموسم الفارط ولم ينلها إلاّ بالتهديد بالتخلّف عن رحلة قفصة.. أي ان اشهار الحالة المادية الصعبة للفريق وإعلان ذلك بمبالغة لا يمكن إلا أن يزيد في تعقيد الأزمة.. وإشاعة حالة من الخوف والقلق وعدم الاطمئنان لدى اللاعبين.. تواضع الرصيد البشري.. حقيقة خنشيل.. الدريدي.. والبرقي.. لا أحد يعرف قيمة هذا الثلاثي أكثر من شهاب الليلي.. وبكلّ أسف خروج هؤلاء أفقد وسط ميدان الأمل قوته.. وصلابته.. وروحه.. والرصيد البشري المتوفر حاليا متواضع جدا فنيا وهذه حقيقة.. فاللاعب بلال بشوش عاد من تجربة فاشلة مع النادي الصفاقسي همّشت حضوره وأثرت حتى نفسانيا على شخصيته وأصبح شبحا لذلك المهاجم السريع.. العويشاوي لم يقدّم من المردود ما يغيّر من اقتناعنا بأن هجوم الأمل لا يوجع والدليل أنه لم يسجل سوى هدفا ضد النجم بعد لقاء حمام الأنف.. الظاهري راهن عليه الليلي فخذله.. حافظ نواس كان خارج موضوع الأمل تماما.. مصدّق الحسناوي ومروان طريطر وعاطف المازني كل هؤلاء مصابون ولهم مشاكل صحية.. والحارس محمد الزوابي يمرّ بفترة فراغ رهيبة جعلته يفتح شباكه لخمسة أهداف كاملة ضدّ النجم بطريقة مضحكة. «ملاعبية» الأمل وعلاقتهم بالمسؤولين؟! إذا لم يوفر المسؤول مسحقات لاعبه فكيف يمكن أن يطالبه بالنتائج؟ هذا هو السؤال.. وهذا هو «مربط الفرس» كما يقول كبارنا.. وبعد هزيمة الفريق ضد النجم تعلّم الحوار مع لاعبيه بلغة «حرشة» وساخنة جدا وهدّد البعض بفسخ عقودهم.. واتهمهم بعد هزيمة الأمل ضدّ القوافل بالبرود وغياب القليب والاندفاع.. وهو يدرك جيدا في قرارة نفسه أن اللاعب لا يمكن محاسبته على مردوده إذا كانت مستحقاته غير خالصة.. وحتى الوعود فقدت جانبا كبيرا من جديتها بعد موّال التذمر المتواصل لرئيس النادي من غياب الموارد وفراغ خزينة النادي وعدم وجود متطوعين لنجدة الفريق ماديا.. هذه الملاحظات قد تكشف عن بعض أسرار الأزمة التي يعيشها في بداية مشواره لهذا الموسم ولكن من الأكيد والثابت أنه لا بدّ من حلول.. وأولى الحلول التمسّك بالمدرب شهاب الليلي في انتظار قرارات أخرى قد يساعد الليلي على اتخاذها لتعديل الحضور النفسي والفني لمجموعته!