قالت مصادرمقربة من رئيس الوزراء الصهيوني آرييل شارون ان هذا الأخير بدا غاضبا جدا من هجمات المقاومة الفلسطينية التي ضربت على مقربة منه أمس الأول مشيرة الى أنه أصدر أوامر لقادة الجيش والمخابرات بالتحضير لاجتياح كبير لقطاع غزة في القريب العاجل. وبالتزامن مع هذا «السيناريو» المدمر الذي يحضر له شارون واصلت قوات الاحتلال الاسرائيلي عدوانها في القطاع وحصدت شهيدا فلسطينيا ومزيدامن الجرحى. واثر سلسلة الهجمات الجريئة التي نفذتها المقاومة الفلسطينية خلال الأيام القليلةالماضية اجتمع شارون مع قادة الاجهزة الأمنية لبحث «الردّ المناسب» على هذه العمليات، على حدّ قول مصادر اسرائيلية. نوايا... شارون ونقلت صحيف «هارتس» العبرية عن مقربين من رئيس الوزراء الصهيوني آرييل شارون قولهم إثر هذا الاجتماع ان هذا الأخير كان غاضبا جدا وأصدر أوامره بالبدء في التحضير لعملية اجتياح كبرى لقطاع غزة في القريب العاجل. وقالت المصادر ان شارون طالب قادة الجيش والمخابرات بأن يكون هذا الاجتياح المرتقب على شاكلة عملية «السور الواقي» في مارس من عام 2002 والتي قامت خلالها قوات الاحتلال الاسرائيلي باجتياح الضفة الغربية واحتلالها. وتابعت المصادر ان الرد الاسرائيلي سيكون قاسيامشيرة الى أن وزير الدفاع شاؤول موفاز ألغى زيارته التي كانت مقرّرة الى ايطاليا لهذا الغرض. وفيما بدت غزة تترقب عدوانا «مجنونا» واصل جيش الاحتلال الاسرائيلي أمس عدوانه في بيت حانون بشمال القطاع وشن عدوانا واسعا أسفر عن سقوط شهيد فلسطيني وإصابة ما لا يقل عن ستة آخرين بجروح إصابات بعضهم خطيرة. تعزيزات ضخمة ونقلت مصادر فلسطينية عن شهود عيان ومديرية الأمن العام في غزة أن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات عسكرية ضخمة الى شمال البلدة وشرقها فيما واصلت في الوقت ذاته عمليات توغل وتجريف واسعة النطاق. وذكرت المصادر أن قوات الاحتلال الاسرائيلي شنت أمس «حملة عدوانية» قامت خلالها بمداهمة عدد من المنازل وحوّلت أسطحها إلى نقاط مراقبة وشرعت بعد ذلك في اطلاق النار بكثافة وبشكل عشوائي في مخيم بلاطة للاجئين. كما أغلقت قوات الاحتلال خلال هذه العملية طريق «الواد» الرابط بين «بيت حانون» ومنطقة «العزبة» ووضعت حواجز ترابية على المدخل الغربي للبلدة. وتحدث شهود عيان عن طائرات ودبابات اسرائيلية تفتح النار على كل من يحاول الخروج من البلدة اضافة الي منع دخول سيارات الاسعاف والمنظمات الانسانية. وحسب الشهود فإن قوات الاحتلال هدمت الليلة قبل الماضية منزلين لمواطنين فلسطينيين موضحين أن هذا الاعتداء الذي استهدف منطقة «المطاحن» أدّى الى تشريد عائلتين أصبحتا دون مأوى. وكانت قوات الاحتلال الاسرائيلي قد أقدمت أمس الأول على هدم أكثر من عشرة منازل في محيط شركة «المطاحن» وشرّدت أصحابها الذين ظلوا دون مأوى.