المنتخب الوطني : بومنيجل البوسعيدي العياري السعيدي حقي البوعزيزي الغضبان النفطي الشاذلي براهم اللطيفي. وأقحم المدرب خلال اللقاء الصغير وبن عاشور والسليتي. المنتخب الايطالي : بوفون بانوتشي زمبروتا نيستا كانافارو بيروتا كامرونازي زناتي دلبيارو توتي فياريوأقحم المدرب خلال اللقاء : غاتوزو ماتيرازي فيرياي كاسانو بيرلو كورادو تحكيم فرنسي بقيادة : لوران ديهامل وبمساعدة جاك كلافي وبول ماريبي أهداف البوعزيزي (ضد مرماه) كانافارو وبيرلو وزمبروتا. قبل انطلاق المقابلة كان هناك نوع من التشاؤم والخشية وكان البعض يخشى من الهزيمة الثقيلة وذلك بالنظر إلى عديد العوامل مثل الغيابات العديدة في صفوف المنتخب وتوقيت المقابلة الذي تزامن مع مقابلات الأندية على الصعيد الافريقي والعربي وحجم المنافس الذي يستعد للنهائيات الأوروبية. ولكن في المقابل كان هناك بعض التطمينات ذلك أن المنتخب الوطني تعود البروز أمام المنتخبات الأوروبية وخاصة القوية منها والأكيد أن الجميع يتذكر لقاء فرنسا والبرتغال. وكانت بداية المقابلة توحي فعلا أن اللقاء سيكون متوازنا وأن زملاء البوعزيزي قادرون على الوقوف بندية أمام زملاء توتي رغم الحذر المبالغ فيه والذي بدا واضحا من خلال التشكيلة وكذلك من خلال الخطة الفنية. *الهدف المنعرج المنتخب الوطني الذي نزل الى الميدان بغيابات عديدة كان في حاجة الى نصف ساعة أو بدون أخطاء على الأقل حتى يتدعم رصيد الثقة وحتى يحس الشبان أنهم قادرون فعلا على مواجهة أحد أفضل المنتخبات في العالم ولو حصل ذلك لتغيرت كل المعطيات فعلا ولأحس اللاعبون أن منازلة ايطاليا ليست بمثابة السباحة في البرك العامرة بالتماسيح ولكن جاءت الهفوة القاتلة وهي التي غيرت وجهة المقابلة وجعلت اللاعبين يتمنون نهايتها منذ الدقيقة 15 من الشوط الأول. *لماذا بومنيجل؟ خلال النهائيات الافريقية بدا واضحا اصرار المدرب لومار على التعويل على بومنيجل دون سواه وأكد أن الحراس الآخرين لا يمكن أن يرتقوا الى مستوى بومنيجل وهو الذي له خبرة طويلة جدا وكانت توقعاته في محلها بالفعل اذ قدم هذا الحارس نهائيات بلا أخطاء وكان أحد نقاط القوة في المنتخب وهذه حقيقة. ولكن كان لزاما على المدرب الوطني تدبر أمر حراسة المرمى بمجرد نهاية البطولة الافريقية ذلك أن بومنيجل الذي قام بتحضيرات خاصة حتى يكون جاهزا لتلك النهائيات لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يحافظ على ذلك الحضور وعلى ذلك الوجه الذي ظهر به والأكيد أن اللياقة البدنية التي ظهر بها في لقاء ايطاليا كانت بعيدة كل البعد عن الحضور المتميز في النهائيات الافريقية ثم ان بومنيجل لا يمكن له أن يتحدى الزمن والعمر وكان على المدرب أن يجد البديل سواء بالنسبة الى المرحلة الحالية أو السنوات القادمة واذا كان التعلل بعدم وجود حراس ممتازين على الساحة الآن صحيح نسبيا فإن خالد فاضل قد يمثل الاستثناء خاصة بعد المردود الذي قدمه طوال هذه السنة في البطولة العربية. *أصحاب الخبرة خذلوا الشبان أغلب العناصر الشابة الذين شاركوا في لقاء ايطاليا قدموا مقابلة بلا أخطاء تقريبا وخاصة في بداية اللقاء ولكن الأخطاء جاءت من أصحاب الخبرة فالهدفين الأولين جاءا بالاشتراك بين عناصر الخبرة اذ يتحمل مسؤولية الهدف الأول البوعزيزي وبومنيجل والهدف الثاني مهدي النفطي والحارس أيضا وقد لا تقتصر المسألة على أخطاء الأهداف فقط اذ قدم البعض من أصحاب الخبرة مردودا متواضعا نسبيا وخاصة الحارس بومنيجل ولاعب الوسط مهدي النفطي الذي سلم كل الكرات الى المنافس وقد نجد لذلك بعض التبريرات ذلك أن هؤلاء اللاعبين تعودوا اللعب الى جانب عناصر أخرى والحارس مثلا وجد نفسه أمام دفاع المنتخب الأولمبي وليس منتخب الأكابر وكان بذلك التنسيق غائبا تماما بينه وبين المدافعين. *دفاع أولمبي خط الدفاع الذي واجه منتخب ايطاليا كان هو نفسه دفاع المنتخب الأولمبي وربما المدافعون الأساسيون الذي سيملثون في الالعاب الأولمبية القادمة بأثينا وأفضل في هذه المقابلة هو الاختبار الهام جدا لهذه العناصر الشابة والأكيد أن مواجهة توتي ودلبيارو وفياري وكامورانازي سيسهل مهمة الأولمبيين في أثينا. *خوف من الهزيمة الثقيلة الخوف من الهزيمة الثقيلة لم يكن باديا على اللاعبين فقط بل كذلك على الاطار الفني ذلك أن المنافس تراجع نسبيا بعد تسجيل الهدفين الأولين وتمكن المنتخب من الوقوف بندية في وسط الميدان والسيطرة على المنافس وخاصة على مهاجميه بفضل الاندفاع الذي تميز به أبناؤنا وتجلى ذلك بوضوح في بداية الشوط الثاني عندما قام تراباتوني بعديد التغييرات ولكن في هذه الفترة بالذات غابت ردة فعل لومار ولو سعى الى تعزيز الخط الأمامي لكانت النتيجة أفضل أو على الأقل الأداء أفضل وتأكد ذلك بعد اقحام بن عاشور والجديدي وكان للمدرب عديد الأوراق الأخرى في الخط الأمامي مثل هيكل قمامدية الذي يمر بفترة ممتازة والسليتي (اقحم في الخمس دقائق الأخيرة) والميساوي وغيرهم. *هزيمة ودروس بالجملة الهزيمة الثقيلة أمام المنتخب الايطالي جاءت لتقدم دروسا بالجملة للمنتخب واطاره الفني وفي الحقيقة فإن المنتخب في حاجة الى هذه المقابلات بعد النهائيات الافريقية والفوز باللقب لأننا مطالبون بالعودة إلى أرض الواقع وهذه أهم الدروس. * الفوز بكأس افريقية لا يجب أن يتحول الى غاية في حد ذاتها نتوقف عندها بل يجب أن يكون نقلة نوعية لكرة القدم التونسية ويجب أن نعلم أن الفوز بذلك اللقب كان بمثابة الطفرة وتجمعت عديد العوامل للفوز به مثل العزيمة والاصرار ووقوف شعب بأكمله وراء المنتخب نظرا لعجزنا بالمقارنة مع المنتخبات الأخرى سابقا في الفوز بالكأس. * الدرس الثاني هو أن المنتخب في حاجة الى اعادة هيكلة فعلية ويجب توسيع دائرة المنتخب وهناك أكثر من لاعب في المنتخب الأولمبي بامكانه الافادة وخاصة هيكل قمامدية والدليل أن الشبان الذين عول عليهم المدرب في هذه المقابلة كانوا الأفضل. * مواجهة المنتخب الايطالي لم تكن عادية وهو حدث هام في تونس وقد يكون الأهم خلال الموسم الذي نودعه بعد النهائيات الافريقية ولذلك كان لا بد أن نستعد جيدا لهذا الحدث على الأقل على مستوى البرمجة ولو تمت برمجة المقابلة في وقت آخر وحضر بدرة والجعايدي والجزيري وسانطوس والطرابلسي لكان المردود أفضل والنتيجة أفضل والاقبال الجماهيري أفضل أيضا. * مزيد العناية والتأطير للعناصر الشابة التي برزت في المنتخب وخاصة رباعي الدفاع الأولمبي لأنهم هم عماد المستقبل ويمكن القول بعد نجاح هؤلاء أن المنتخب وجد أخيرا النواة الجديدة لمنتخب الغد مع اعطاء فرصة لقماميدية وبعض لاعبي الوسط الدفاعي مثل المولهي ومجدي تراوي لأن هذا الخط كان نقطة ضعف أمام ايطاليا بالاضافة الى عودة الزيتوني . **قالوا عن اللقاء *لومار المنتخب الايطالي تحول إلى تونس وهو في قمة استعداداته لأنه سيدخل قريبا المغامرة الأوروبية ورغم أن المنطق يقول أن منتخبنا بصدد التحضير هو منتخب متعب فإن المنتخب الايطالي كان في أحسن حالاته. المواجهة كانت مفيدة بالتأكيد خاصة للاعبين الشبان مثل دفاع المنتخب الأولمبي الذين واجهوا لاعبين غير عاديين على مستوى المهارات والسرعة والقوة الجسدية والتكتيكية والواقعية في الأداء والتجسيم. ويمكن القول أن الهدف الأول ضد مرمانا أثر على المنتخب وكذلك بعض الغيابات اذ افتقدنا خبرة بدرة والجعايدي وقوة الجزيري وسانطوس لكن أريد أن أشير أن الشبان في الدفاع قدموا مقابلة ممتازة وهذا هام جدا.