تونس «الشروق» (استماع) : حذّر الخبير العراقي في الاقتصاد والنفط الدكتور علي المشهداني من ان ثروات العراق يتم نهبها بشكل ممنهج في سابقة تاريخية لم يشهدها البلد منذ 50 عاما. وعرض الخبير العراقي بالارقام حصيلة خسائر بلاد الرافدين تحت الاحتلال، مؤكدا ان الخسائر بلغت 400 مليون دولار، 250 مليار منها خسائر القطاع العسكري. وكشف المشهداني في مقابلة أجرتها معه قناة «الجزيرة» القطرية ضمن برنامج «بلا حدود» الذي يبث ليلة كل اربعاء، كيف ان سلطة الاحتلال والهيئات «العراقية» المعينة من قبلها مثل مجلس الحكم الانتقالي تسهم في هذا الخراب المنظم لدولة ثرواتها لا تقدّر. خسائر بالجملة وفي الوقت الذي تقوم فيه سلطات الاحتلال وشركاؤها باستيراد الحديد ضمن صفقات اعادة إعمار العراق، يتم فيه تهريب آلاف الأطنان من الحديد والنفط عبر الحدود الاقليمية للعراق. وقدم المشهداني أرقاما مفزعة للخسائر وعملية التخريب التي بدأت منذ اليوم الاول للاحتلال، مشيرا الى ان أكبر القطاعات التي شملها التخريب الممنهج والمتعمد هو القطاع العسكري حيث قدرت الخسائر ب250 مليار دولار. وأوضح الخبير العراقي ان الدبابة التي تقدر تكلفتها بنحو مليون دولار يتم تفكيكها الى 4 أجزاء وتباع بألف دولار فقط، والامر ذاته يسري على باقي المعدات العسكرية التي سخّر لها النظام السابق كل الامكانات ضمن تطوير وتقوية الجيش العراقي، من طائرات وشاحنات عسكرية والمصانع العسكرية. وقال المشهداني ان طن الحديد يباع في العراق الآن ب30 الى 50 دولارا وهو ما يعني ان دبابة تباع بألف الى ألفي دولار عندما يتم تفكيكها. واتهم الخبير العراقي سلطات الاحتلال بتبديد ثروة البلاد وتخريب اقتصاده، اذ كيف يتم استيراد آلاف الأطنان من الحديد بينما يتم تهريب أضعاف أضعافها الى خارج الوطن. ثم إن الامريكان يتحدثون عن تشكيل جيش عراقي جديد بينما يتم تفكيك كل المعدات الحربية للجيش السابق وهي معدات تقليدية وأحد أكبر ركائز ثروات العراق (تكاليفها بملايين الدولارات). ويؤكد المشهداني أن التخريب الممنهج ونهب ثروات العراق لا يشمل القطاع العسكري فقط، بل تعداه الى كل قطاعات الدولة. فعلى سبيل المثال تقدر الخسائر في مجال البنية التحتية والزراعة ب70 مليار دولار، أما خسائر قطاع الصناعة فتقارب 40 مليار دولار. «تصفية» العقول وليت الامر توقف عند الخسائر في القطاعات سالفة الذكر بل تجاوزها الى خسائر أفدح في العقول البشرية، فالعراق عرف بأنه بلد العلماء والخسائر هنا تتعلق بالثروات غير المنظورة وهي مجال البناء الانساني والمقصود منها ما صرف من أموال على العقول العسكرية العراقية وما شابه، فتكلفة العقل الواحد تقدر ب500 ألف دولار وتم تصفية وتهجير ما يقارب عن 250 ألف عقل عراقي الى الخارج. وانتهى المشهداني الى دق ناقوس الخطر اذ كيف أن العراق أحد أغنى دول العالم سيتحول في ظل الاحتلال الى أفقرها من جراء النهب المنظم لثرواته من نفط وعقول ومعدات صالحة تحول الى خردة.