بين "موتسارت الصغير" و"الحيوان".. مرورا ب"القيصر" و"الملك".. وحتى "شيكابالا" و"عموري" تتعدد ألقاب وأسماء الشهرة التي يحملها عدد كبير من نجوم الكرة، لتصبح في كثير من الأحيان أكثر تداولا من أسمائهم الحقيقية. الظاهرة التي تتفاوت أسبابها بين التدليل والتمييز وحتى الهجاء تبدو وثيقة الصلة بعالم كرة القدم اليوم، ففي ملاعبنا العربية، وعلى سبيل المثال، يستخدم اسم الشهرة للاعب الزمالك "شيكابالا" على الدوام، بينما يكاد المتابعون ينسون أن اسمه الحقيقي هو محمود عبد الرازق، والأمر نفسه بالنسبة لنجم العين الإماراتي "عموري"، علما بأن اسمه الحقيقي، عمر عبد الرحمن، يكاد لا يلفت الانتباه. وعلى المنوال ذاته يمكن رصد أسماء مثل عفروتو (مصطفى محمد سليم)، وميدو (أحمد حسام وصفي)، وجدو (محمد ناجي)، وكماتشو (عبد الجليل حدا)، وصولا إلى بيبو (محمود الخطيب)، وحتى زيزو (زين الدين زيدان). أسماء الشهرة تعد أيضا وثيقة الصلة بلاعبي البرازيل والبرتغال، إذ جرت العادة على أن يستخدم هؤلاء اسما مميزا بدلا من الأسماء الرسمية الطويلة على غرار بيليه (إديسون أرانتيس دو ناشيمنتو) وكاكا (ريكاردو إيزكسون دوس سانتوس ليتي)، ورونالدينيو (رونالدو دي أسيس مورييرا)، وبيبي (كيبلر لافيران ليما فيريرا). لكن اسم الشهرة يكتسب في بعض الأحيان أبعادا مثيرة كما في حالة لاعب زينيت سان بطرسبرغ، البرازيلي هالك (جيفنالدو فييرا دي سوزا)، باعتبار أن "هالك" شخصية سينمائية شهيرة تشبه النجم العملاق. وتكتسب الظاهرة بعدا آخر حين يتعلق الأمر بألقاب تمنح للاعبين بغرض الإشادة. إذ عادة ما يتبارى العشاق في إسباغ صفات البراعة والتألق على لاعبيهم المفضلين، وإلا كيف نفسر لقبا من نوعية "موتسارت الصغير" الذي منح للنجم التشيكي توماس روسيسكي باعتباره يعزف الألحان فوق البساط الأخضر، أو "القيصر" فرانز بكنباور لطريقة لعبه الراقية وقيادته لرفاقه، و"الظاهرة" وهو لقب يليق برونالدو البرازيلي، أفضل هداف في تاريخ نهائيات المونديال. ولا يخلو الأمر من مبالغات وطرائف من قبيل إطلاق لقب "ملك روما" على فرانشيسكو توتي، قائد فريق العاصمة الإيطالية، و"العم" وهو لقب اكتسبه النجم الإيطالي السابق جوزيبي بيرغومي بالنظر إلى نضجه ومواهبه القيادية، بينما حمل نجم فالنسيا السابق أميديو كاربوني لقب "الجد" نظرا لاستمراره في الملاعب حتى سن ال41. وتستخدم الألقاب أحيانا لوصف مظهر أو طريقة لعب البعض كما حدث مع "الطائر الصغير" غارينيشيا نظرا لسرعته الفائقة، و"الأرنب" سافيولا، و"البطة" باتو، و"النينيو (الطفل)" فرناندو توريس، و"رامبو" للإيطالي كريستيان فييري، و"النحيل" خوان كارلوس فاليرون، و"الصخرة" مارسيل دوسايي. لكن الألقاب قد تكتسب أحيانا مدلولات سلبية، وهنا يتبادر إلى الذهن لقب "الحيوان" الذي اكتسبه البرازيلي إدموندو لسلوكه العنيف داخل الملعب وخارجه، و"الوحش" الذي حمله جوليو بابتيستا نظرا لبنيته الهائلة، و"سايكو" وهو وصف اشتهر به المدافع الإنجليزي المعتزل ستيوارت بيرس المعروف بانفعالاته الحادة. المثير أن الألقاب امتدت أيضا إلى المدربين، فصار مألوفا أن يحظى مدرب مثير للجدل على شاكلة البرتغالي جوزيه مورينيو بلقب "الاستثنائي" الذي يشير إلى تفرده، بينما يفضل منتقدوه لقبا من نوع آخر هو "صاحب الفم الكبير" في تهكم واضح على تعليقات لاذعة لطالما اشتهر بها. أما لقب "المعلم" الذي اشتهر به مدرب منتخب مصر السابق حسن شحاتة فقد رافقه من أيام تألقه في الملاعب، حين كان يقود خط وسط فريق الزمالك بمهارة استثنائية، إلى مقعد القيادة، وقاد "الفراعنة" إلى 3 ألقاب إفريقية على التوالي. * الصورة: مشجع برازيلي يرتدي سترة الشخصية الكرتونية هالك وهو نفس الاسم الذي أطلق على لاعب منتخب البرازيل