أكد السيد كمال مرجان وزير الدفاع الوطني أن تونس التي كانت دوما عبر تاريخها الطويل ملتقى للشعوب ومهدا للحضارات ومركزا للمبادلات الانسانية بفضل مكانتها في حوض المتوسط واعتدالها وكذلك لتجذر الانشطة البحرية فيها لها اليوم من التوجهات والمبادرات ما يمكنها من اقامة روابط مع البلدان المتوسطية قائمة على التكافؤ والمساواة والشراكة والتأسيس لعلاقات اجتماعية من شانها تعزيز اواصر التحاور والتشاور والتعاون من اجل النهوض بالانسان. وأوضح الوزير لدى اختتامه عشية اليوم الجمعة بضاحية قمرت الندوة الدولية للتاريخ العسكرى حول “الانشطة البحرية والجيوستراتيجيا” ان تونس التي تعتقد ان البحريات الوطنية للبلدان المتاخمة للبحر الابيض المتوسط بامكانها ان تلعب دورا كبيرا في هذا المجال بعيدا عن الصراعات والنزاعات توءمن باهمية دورها في نشر القيم الانسانية النبيلة مبينا ان القوات المسلحة التونسية ستبقى دوما ثابتة على المبادىء والقيم التي تعلقت بها ودأبت عليها و”وفية لمسارها التاريخي”. وأبرز نجاح اشغال الندوة التي شهدت مشاركة نخبة من الأساتذة والباحثين المدنيين والعسكريين من تونس ومن بلدان شقيقة وصديقة لما تضمنته من مداخلات قيمة ونقاش مفيد لا سيما في ما يتعلق بتونس وبمحيطها الجغرافي وبالذات بمكانة البحرية العسكرية في تاريخ البلاد الى جانب تأثيرات الأساطيل الأجنبية في الفضاء المتوسطي الذي قال انه شهد طوال ألاف السنين فترات من التغيرات الهامة والصراعات الدامية والهيمنة المتداولة اذ كان المتوسط كما هو عليه الآن مسرحا لكل التطورات العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية. وأبرز حرص الجيش الوطني في اطار السياسة التي اقرها الرئيس زين العابدين بن علي القائد الاعلى للقوات المسلحة على التعاون مع الهياكل والمؤسسات التي تعنى بالثقافة من اجل دفع العمل الثقافي في البلاد وحفظ الاثر الانساني مذكرا في هذا المضمار بدور الجيش الوطني في انشاء المتاحف المختصة اسهاما منه في الحفاظ على الذاكرة الوطنية وبسعي الوزارة الى اثراء الرصيد المعرفي الوطني باصدار دورية وعدد من المؤلفات المرتبطة بالتاريخ العسكري التونسي. وأشاد السيد كمال مرجان في ختام كلمته بما تقوم به اللجنة الوطنية للتاريخ العسكري من اعمال في نطاق التعريف بهذا الجانب من تاريخ الانسان والذي بقي الى ماض قريب مجهولا لدى عامة الناس . وقد حضر الجلسة الختامية لهذه الندوة الدولية بالخصوص اعضاء المجلس الاعلى للجيوش والسيد “لوك دفوس”رئيس اللجنة الدولية للتاريخ العسكري الى جانب ثلة من سامي الضباط. وجدير بالتذكير أن هذه الندوة الدولية هي الثانية التي تقيمها وزارة الدفاع الوطني حول محور التاريخ العسكري بعد أن تناولت الندوة الدولية الاولى في جوان 2006 موضوع “العلاقات الاجتماعية والتكافل في الوسط العسكري المتوسطي”.