توج فريقا الترجي الرياضي الجرجيسي وشبيبة القيروان موسمهما في بطولة الرابطة المحترفة الثانية لكرة القدم بصعود مستحق إلى بطولة الرابطة المحترفة الأولى حيث تصدر الترجي الجرجيسي البطولة خلال كامل الموسم فيما استفاد شبيبة القيروان من إصرار لاعبيه وحنكة إطاره الفني ليفوز بالمركز الثاني في الأمتار الأخيرة من السباق وجدد الفريقان بذلك الموعد مع قسم النخبة.وتقاسم الفريقان الصاعدان المرتبة الأولى والثانية على مختلف الواجهات فقد تصدر الترجي الجرجيسي الترتيب وتلته شبيبة القيروان . وعلى صعيد ترتيب الهجوم احتل فريق واحة المتوسط ( المركز الأول ب43 هدفا وتلته الشببية ب37 هدفا أما على مستوى ترتيب الدفاع ) فقد احتلت شبيبة القيروان المركز الأول وقبلت في شباكها 17 هدف يليها الترجي الجرجيسي ب18 هدفا وانهزم كل من الفريقين في أربع مناسبات. وإذا كانت كرة القدم لا تخضع عادة لمنطق القواعد والقوانين فان الصعود يبدو انه اختار الفريقين اللذين يملكان الرصيد الأفضل والخبرة الأطول في قسم النخبة . فقد توج الترجي الجرجيسي بفريق يضم محمد علي الغرياني وحمدي جبنون بكاس تونس عام 2005 على حساب الترجي الرياضي التونسي فيما فازت شبيبة القيروان بتشكيلة تضم خميس العبيدى وجباس ومنصف وادة ببطولة عام 1976-1977 . كما أن ترجي جرجيس وشبيبة القيروان ينفردان بكونهما الفريقين الوحيدين من الرابطة الثانية اللذين مثلا كرة القدم التونسية في مسابقات قارية. ويذكر في هذا السياق من باب أوجه التشابه في مسيرة ترجي جرجيس وشبيبة القيروان أن المدرب لسعد المعمر كانت له إضافة فنية متميزة معهما فقد كان وراء تتويج جرجيس بلقب الكأس عام 2005 كما ساهم في صعود شبيبة القيروان إلى الرابطة المحترفة الأولى في نهاية هذا الموسم. كما تجدر الإشارة إلى أن صعود الفريقين تحقق تحت إشراف فني لمدربين تونسيين شابين. وبعد موسم واحد في بطولة الرابطة الثانية توفق الترجي الجرجيسي في اقتطاع تذكرة العودة إلى قسم النخبة بعد أن أنهى ترتيب بطولة الرابطة المحترفة الثانية متصدرا برصيد 56 نقطة كسبها من 17 فوزا وخمس تعادلات وأربع هزائم وبفارق 10 نقاط عن أول ملاحقيه ومرافقه إلى قسم النخبة شبيبة القيروان. وبدا ترجي جرجيس الذي استفاد من إدارة جديدة واستمرارية على مستوى الإطار الفني كامل الموسم ليفرض سيطرة مطلقة على سباق بطولة الرابطة المحترفة الثانية وكسب الفريق بقيادة المدرب جلال القادري أسبقية مطمئنة مع انطلاق السباق وأنهى مرحلة الذهاب متقدما في الترتيب وفي رصيده هزيمتين أمام مستقبل قابس والملعب القابسي. وعول الترجي الجرجيسي على عدد من اللاعبين المنتدبين الشبان الذين قدموا الإضافة للفريق إلى جانب لاعبي الخبرة من أبناء الفريق على غرار محمد الميلادي قائد الفريق وحمدي جبنون. ولعب الترجي الرياضي الجرجيسي في الجولات الأخيرة من الموسم بإصرار اكبر على الفوز رغم أنه تأكد من الصعود قبل ثلاث جولات فعمق الفارق الذي يفصله عن ملاحقيه إلى عشر نقاط. وتعد شبيبة القيروان من جهتها من اعرق فرق الرابطة المحترفة الثانية وشكلت دائما منجما لانتاج نجوم كرة القدم على غرار خميس العبيدى ومراد العقبي وخالد بدرة وايمن الشرميطي ولسعد الورتاني لكنها عرفت في السنوات الماضية فترة فراغ حكمت عليها بالنزول الى بطولة الرابطة المحترفة الثانية في نهاية موسم 2005-2006 وانتظرت هذا العام لتجدد الموعد مع قسم النخبة مجددا بعد ثلاثة مواسم. وكانت شبيبة القيروان أبرز منافس للترجي الجرجيسي في مرحلة الذهاب لهذا الموسم وكادت أن تلحق به في نهاية هذه المرحلة تحت إشراف مدربها السابق خالد بن ساسي لكنها سرعان ما تراجعت في الشطر الثاني من مرحلة الإياب وفوتت في عدة نقاط بما جعلها تخفض من سرعتها في السباق من اجل المركز الثاني لفائدة الملعب القابسي. وقد استنجدت هيئة الشبيبة بالمدرب الشاب لسعد معمر ليكمل المشوار. واستفاد الملعب القابسي الذي كان نظريا الأقرب إلى الصعود من فترة فراغ التي عرفتها الشبيبة لينتزع المرتبة الثانية وبقي متشبثا بها وعمق الفارق عن فريق عاصمة الأغالبة إلى حد 4 نقاط بعد الجولة 24 لكن فريق الشبيبة الذي احكم التصرف في نهاية السباق تمكن من تذليل فارق النقاط وبلوغ الخط النهائي ثانيا بفضل سرعة أدائه في الأمتار الأخيرة كما في سيناريو سباقات العدو أو منافسات الفروسية أمام فريق الملعب القابسي الذي يبدو أن لاعبيه لم يكونوا على أفضل استعداد من الناحية الذهنية حيث احتفلوا بالصعود قبل حصوله فعليا بما جعلهم يخسرون الرهان بفارق نقطة وحيدة لفائدة شبيبة القيروان. وأمن أبناء المدرب لسعد معمر بحظوظهم إلى آخر لحظات السباق وبقي التركيز سيد الموقف وكسبت الشبيبة انتصارين متتاليين في الجولتين 25 و26 من السباق بفضل خبرة لاعبيها وإصرارهم بما ساعدهم على تقليص فارق النقاط الذي كان يفصلهم عن الملعب القابسي الذي لاح إلى حد الجولة ال24 الأقرب إلى الصعود لكنه خفض من سرعته في الجولتين الأخيرتين واكتفي بنقطة وحيدة وخسر بذلك رهان الصعود لفائدة فريق عاصمة الأغالبة. وتجلى إصرار فريق شبيبة القيروان على الصعود بالخصوص في الجولة الأخيرة عندما كسب في جربة نتيجة مباراته مع الجمعية بنتيجة 3/1 بفضل أهداف الايفوارى كلود كوندو في مناسبتين د47 و50 واحمد دعيب د57 لتحقق الشبيبة فوزا تاريخيا أعادها إلى دوري الكبار. وجمع فريق الشبيبة في نهاية البطولة 46 نقطة من 12 فوزا وعشرة تعادلات مقابل أربعة هزائم. وإذا أنهى الملعب القابسي من ناحيته سباق البطولة ثالثا فإنه أيضا كان من ابرز الفرق المتنافسة على الصعود ومثل منافسا عنيدا بل انه فاز في مناسبتين ذهابا وإيابا على الترجي الجرجيسي المتصدر كما انه يعد من فرق الرابطة الثانية التي تملك تجربة طويلة في قسم النخبة.