يرى رئيس جمعية القطار السياحية ( 28 سنة ) أن أصل إشكالية السياحة بمنطقة القطار التي يحلو له تسميتها ب"أم القري" بناءا علي ما تزخر به من ارث تاريخي ومناظر طبيعية خلابة قل ما تجدها في بالبلاد التونسية ان الجمعية أتت أساسا لدحر الإقصاء والتهميش الذي طبع المنقطة طيلة عقود متتالية بدل أن تكون احد أهم المسالك السياحية بالبلاد علي حد وصف محدثنا معتبرا انه لو قامت الحكومات المتعاقبة بدعم مجهودات ابناء المنطقة فقط لوضعت إستراتيجية تنموية بديلة كان من شانها ان تطور وتدعم السياحة على المستوى البيئي والإرث التاريخي الثقافي وهو ما عملت علي ترسخيه جمعية القطار السياحية منذ نشأتها بعد الثورة بالانفتاح علي ابناء الجهة وتشريكهم في تصور الافكار والرؤي بداية بتشخيص واقع السياحة بالمنطقة، وبعدها رسم آفاق تنمية هذا القطاع،وصولا إلي دعم السياحة في ولاية قفصة و الولايات المجاورة كل هاته المواضيع ناقشناها مع محاورنا علي هامش تنظيم جمعية القطار للسياحة لمشروع قافلة سياحية بالقطار عبر الدراجات الثنائية و رباعية العجلات بالإضافة إلي مواضيع أخري تكتشفونها تباعا في الحوار التالي سؤال : كيف كانت البداية مع الأعمال التطوعية؟وكيف تري مدي إقبال الشباب علي العمل التطوعي ؟ الشباب في مدينة القطار عانى التهميش (كغيره من شباب تونس)، خلال العهد البائد و تواصل ذلك بعد الثورة. الشباب يعاني البطالة، و قسوة العيش في هذه الربوع، لكن الشباب في القطار هو ذلك الصنف الواعي المتألق بأفكاره و كفاءاته، لذلك لا يتخلف في العمل التطوعي و النشاط صلب جمعيات المجتمع المدني. أؤكد أن الجمعية شبابية بامتياز بدءا من هيئتها التأسيسية و مرورا بمنخرطيها و حتى أنشطتها فهي تحمل دائما الطابع الشبابي، الشباب المدني الواعي بواقعه، و الذي يريد النهوض بمدينته و المساهمة في رسم مستقبل أفضل. سؤال: هل لك ان تحدثنا عن جمعيتكم، ولماذا جمعية القطار للسياحة ؟ الحمد لله، الفكرة كانت إثر تصنيف مدينة القطار كمنطقة بلدية سياحيا طبقا للقرار عدد 483 المؤرخ في 29 ماي 2012، حيث اجتمع مجموعة من الشباب و اتفقوا على الدفع نحو تطبيق هذا القرار كي لا يبقى حبرا على ورق. و من هنا تم تأسيس الجمعية السياحية بالقطار و كان من أهم و أول أهدافها "إرساء بنية تحتية سياحية بالقطار" و تم رسم استراتيجية عمل واضحة المعالم نحو تطبيق هذا الهدف. سؤال: متى قمتم بتأسيس الجمعية؟وهل من صعوبات تعترض العمل الجمعياتي خاصة في المناطق الداخلية ؟ الجمعية تأسست يوم يوم 23 سبتمبر 2012 و نشرت بالرائد الرسمي في الأول من ديسمبر لنفس السنة. أهم الصعوبات التي اعترضتنا في بداية تأسيس الجمعية، تتمثل في عدم خبرتنا في المجال الجمعياتي و إلمامنا بطرق التمويل و الإدارة، و التي اكتسبناها و الحمد لله مع مرور الزمن و تطورت أنشطتنا و تمكنا من القيام بدورات تكوينية. نعم أؤكد أن السياحة الجمعياتية في المناطق الداخلية عامة و في قفصة خاصة، تأثرت شديد التأثر بالتهميش الممنهج كما باقي الميادين (التنموية و الاجتماعية و غيرها…) و لكن و الحمد لله، الوضع تغير بعد الثورة، و أصبح لدينا مجتمع مدني ناشط في القطار و في قفصة ككل، قادر على الإضافة و تقديم الإفادة و الاقتراح و المبادرة من أجل النهوض بالجهة. سؤال: ماهي الانشطة التي قمتم بها منذ تأسيس الجمعية ولو تقدمون فكرة عن المشروع الاخير ؟ نعم، تقريرنا السنوي يتضمن حوالي 12 نشاطا تتراوح إجمالا بين الخرجات الاستكشافية، و الدورات التكوينية، الأعمال الدراسية، الخيمات التوعوية إرشاد بعض المستثمرين إلخ… و يمنكم الاطلاع على نسخة من التقرير على الرابط التالي http://bit.ly/19lHXMW أما عن الحدث الأخير للجمعية « bike circuit » فقد قامت الجمعية السياحية بالقطار يوم الأحد 22 ديسمبر بحدث سياحي رياضي تمثل في جولة حول المسلك السياحي بالقطار باعتماد الدراجات النارية ثنائية و رباعية الدفع. و كان نشاطا موفقا و ناجحا، حيث تعرف المشاركون على بعض المقومات السياحية للمدينة في كل محطة. و نقدم مختصر النشاط: انطلق النشاط من أمام المركز السياحي الإيكولوجي علي الساعة 9 صباحا ومن ثم الانطلاق نحو أول محطة، و هي مكايل عين تينفلو، حيث تم تقديم بسطة حول نظام الري القديم بالقطار، أهميته و استعمالاته و تاريخه. انتقلت القافلة نحو المحطة الثانية و هي الواحة-عين بوصوفة، تم أيضا تقديم معلومات حول الواحة و عين بوصوفة، من الجانب البيئي و التاريخي و السياحي… ثم المرور بالمحطة الموالية و هي موقع المعلم الديني، و كذلك قدمت نبذة حول رمزية المكان، و أهميته التاريخية و السياحية. المحطة الموالية كانت ورشات الرحي، ثم ربوة القلعة. واختتم النشاط بجلسة في منتزه الواحة تم فيها تكريم اثنين من أقدم دراجي القطار، و توزيع شهائد المشاركة على الدراجين، الذين عبروا عن سعادتهم، و رغبتهم في تنظيم خرجات أخرى مستقبلا و تطوير و تأطير هذا النوع من الرياضات. ويمكن لمن أراد مشاهدة الصور و متابعة الحدث عبر الرابط التاليhttp://on.fb.me/1dxwCWA -هل تعتقد أن الاعتماد على النشاط السياحي يمكن أن يولد تنمية بالمنطقة؟ ولماذا؟ نعم أجزم بذلك. جمعيتنا هي جمعية تنموية ثقافية سياحية، أي أن هدفنا و إن كان على المدى البعيد، هو دعم التنمية في القطار و الجهة، فالسائح سيحتاج المطعم و السوق و المبيت و المرافق السياحي المحلي، و خدمات النقل وغير ذلك كثير من الخدمات و الصناعات الحرفية، مما سيحدث حيوية اقتصادية يستفيد منها جميع الحرفيين و مسدي الخدمات… و نحن نعمل على ذلك… -في نظرك هل تتوفر المنطقة على إمكانيات يمكن استثمارها سياحيا؟ما هي؟ وكيف؟ نعم، القطار و المنطقة ككل بها مقومات سياحية هائلة تتراوح بين المقومات الإيكولوجية البيئية، المقومات الثقافية، الرياضات السياحية و كذلك عديد المعالم و الآثار و كل ذلك يعتبر ركيزة هامة لازدهار السياحة بالقطار و قفصة. دورنا و دور المؤسسات الحكومية، يتمثل في رفع الغبار عن هذه المقومات -التي لا تزال بكرا (غير مستغلة و مغمورة)- و ترويجها عبر جميع الوسائل و إظهارها للمستثمرين و المهتمين بالاستثمار السياحي بداية من أبنائنا أصحاب الشهائد العليا وصولا لرجال الأعمال. إذن فالمجال مفتوح، و نحن نعلن مرة أخري عبر موقع الشاهد ، أننا سنكون خير سند لجميع المستثمرين في هذا المجال لوجستيا و على مستوى الدراسات و المعلومات وحتى المساعدة في البحث على التمويل (للمتخرجين من شبابنا) خلال و بعد إنتصاب المشروع. و نأمل ختاما أن تتكافل الجهود في القطار بين جمعيات المجتمع المدني ..فيد واحدة لا تستطيع أبدا التصفيق، كما نرجو من السلطات المحلية الجهوية أن تتفاعل معنا إيجابيا و دعمنا نحو تطبيق برامجنا في الميدان السياحي و التنموي و الثقافي. كما ندعوا أهالي القطار للتحرك و الانخراط في الجمعيات من أجل فجر مشرق و مستقبل أفضل لأبنائنا.