تشهد المستشفيات التونسية في الفترة الأخيرة نقصا غير مسبوق في الإطارات الطبية وشبه الطبية وفي التجهيزات والمعدات مما أثر سلبا على مردود المرفق الصحي العمومي في البلاد. وتبعا لهذه النقائص تسجّل أقسام الولادات بشكل غير مسبوق وفيات جماعية لأطفال حديثي الولادة على غرار وفاة 12 رضيع بمستشفى الرابطة ووفاة 6 رضع بمستشفى بنابل. وقد أعلنت المديرة الجهوية للصحة بنابل دلال الزواوي أنّه تمّ خلال الأيام الثلاثة الأخيرة تسجيل 6 حالات وفاة لولدان مقيمين في قسم الولدان بالمستشفى محمد التلاتلي بنابل، موضّحة أن الولدان المتوفّين أغلبهم من الأطفال الخدّج. وأفادت الزواوي في تصريح ل”وات” بأنه تمّ فتح تحقيق على المستوى الجهوي للتثبّت في حالات الوفاة المتواترة خلال ثلاثة أيّام في انتظار تحوّل فريق طبّي من العاصمة سيتولّى أيضا إجراء تحقيق لتحديد أسباب وفاة الرضّع في هذا القسم. من جانبه أكد هيثم بشروش رئيس قسم الأطفال بمستشفى محمد التلاتلي بنابل المستقيل من منصبه وفاة ستة رضع بقسم الأطفال والولدان بالمستشفى في ظرف ثلاثة أيام. كما أكد فتح تحقيق في الحادثة للوقوف على أسباب الوفاة التي وصفت بالمسترابة من قبل مصالح الصحة بالجهة، وأضاف بشروش أن الإطار الطبي بالقسم المذكور يعمل في ظروف سيئة جدا مذكرا بتجاهل السلط المحلية ووزارة الإشراف لمطالبه بتعزيز وحدة طب الأطفال والرضع بالطاقم الطبي والمعدات اللوجستية اللازمة، ما جعله يتخذ قراره بالمغادرة حتى لايتحمل مسؤلية هلاك أرواح بشرية. من جهته طالب الإطار الطبي بالقسم المذكور المندوبية الجهوية للصحة بنابل ومدير المستشفى بتحمل مسؤلياتهم الكاملة معلنين استعدادهم لنشر المراسلات المطالبة بتلافي النقص الحاصل. وإثر هذا التصريح الذي أثار جدلا واسعا وذكّر بحادثة وفاة 11 رضيع حديث الولادة بمستشفى الرابطة، سرعان ما تواترت التصريحات من قبل إطارات المستشفى المذكور وإطارات وزارة الصحة التي أجمعت كلها على أن حادثة وفاة ال 6 رضّع عادية ولا لبس فيها. وقد استدركت المديرة الجهوية للصحة بنابل تصريحها الأول لتؤكد أن وفاة 6 رضع بقسم الولدان بمستشفى محمد التلاتلي كان نتيجة”ولادات مبكرة وعسيرة”. وشددت الباروني ان حالات الوفاة طبيعية نتيجة نقص الوزن والأوكسيجين، لافتة النظر إلى ان الإطار الطبي حاول جاهدا إنقاذ الرضع، مبيّنة أن حالات الوفاة طبيعية وكانت في فترات مختلفة وليست في يوم واحد. تجدر الإشارة إلى أن 12 رضيعا كانوا قد لقوا حتفهم في مركز التوليد وطب الولدان في مستشفى الرابطة ناتجة عن تعفنات جرثومية استشفائية وفق تصريحات وزيرة الصحة بالنيابة سنية بالشيخ، وقد أكدت الوزيرة أن التحاليل جارية لمعرفة أسباب الوفاة لكن إلى اليوم لم يصدر أي تحقيق عن هذه الكارثة.