لا يزال الوضع على مستوى المعابر الحدودي التي تفصل بين تونس و ليبيا يقض مضجع السلطات و يعطل مصالح المواطنين في ظل الغلق المتواتر له بين الآن والآخر. و باعتبار انه لا يوجد بين تونس و ليبيا سوى معبر راس جدير الذي يقع في مدينة بن قردان بولاية مدنين و معبر ذهيبة_وازن الذي يقع بمدينة الذهيبة لولاية تطاوين ، فإن الغلق المتواتر لكليهما خلق حالة من الاضطراب على الجانبين التونسي والليبي . و يعيش معبر ذهيبة- وازن الحدودي منذ أكثر من شهر ، كرا وفرا بين الغلق وإعادة الفتح ، في ظل الضغط المتزايد عليه باعتباره المنفذ الوحيد حاليا بين تونس وليبيا، بعد تعطل الحركة بمعبر رأس جدير. ويرجع تعثر حركة معبر رأس جدير إلى احتجاجات تجار بنقردان، المطالبين ب"حسن المعاملة بين الطرفين الليبي والتونسي"، ورجوع "التجارة البينية دون ضغوطات وعدم فرض رسوم إضافية". على اثر سلسلة من الاتصالات والمفاوضات بين الطرفين الليبي والتونسي، تم الاتفاق مساء اليوم السبت 11 أوت 2018 على إعادة فتح معبر الذهيبة وازن الحدودي غدا الأحد انطلاقا من الساعة الثامنة صباح بعد غلقه من الطرف الليبي منذ 5 أيام لأسباب تنظيمية. وكان المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية قد أعرب السبت 11 أوت 2018، عن استنكاره ما أسماه" الصمت الحكومي على الوضع بالمعبر الحدودي راس جدير وبطء التحرك الرسمي لإيجاد حلول قبل ان تتعقد الوضعية بشكل أكبر". وذكّر المنتدى الحكومة بتعهداتها السابقة مع أهالي هذه الجهة الحدودية التي قال إنها "ظلت تعيش من التجارة البينية مع الجوار الليبي منذ عقود". وحمّل الحكومة "مسؤولية المماطلة والتجاهل الذي طبع علاقتها بالجهة رغم وعيها الكامل بحساسية الأوضاع الأمنية والاجتماعية والاقتصادية بها ويدعوها الى الالتزام بكل محاضر الجلسات الخاصة بالوضع التنموي في الجهة". كما دعا إلى إيجاد حلول لوضعية المعابر مع ليبيا والبحث في الحلول القانونية المناسبة لتسهل انسياب البضائع، مشددا على ضرورة تحمل الدولة مسؤوليتها في احترام تعهداتها وواجبها في حفظ كرامة كل التونسيين دون تمييز وفقا لما يلزمها به دستور الجمهورية الثانية . وذكر بأن "مدينة بن قردان تشهد منذ شهر اعتصامات واضرابات جوع على خلفية الوضع بالمعبر الحدودي راس جدير وما يتعرّض له التجار التونسيون من تضييقات وفرض خطايا لتعود بذلك مرة أخرى معاناة أهالي بن قردان" لافتة الانتباه إلى" ما تعيشه هذه المعتمدية الحدودية من مشاكل مزمنة مرتبطة بالأساس بغياب الإرادة السياسية في القطع مع السياسات التنموية الماضية وكذلك لعدم الإيفاء بتعهدات سابقة لتنمية الجهة وبمعبر راس جدير". واشار إلى أنه سبق أن أثار قضية الوضع التنموي بالجهات الحدودية عموما وجهة بن قردان خصوصا وأنه "طالب بحلول جذرية لمطالب التنمية والتشغيل والبنية التحتية وهو إذ يجدد اليوم تضامنه مع الأهالي ومنظمات المجتمع المدني المحلية المساندة لهم ،وإيمانا منه بأن مطالب أهالي بن قردان كغيرها من مطالب الجهات الداخلية المحرومة والمهمشة مطالب مزمنة لم تجد الى الان بوادر حلول". جدير بالذكر أن السلطات الليبية كانت قد أغلقت الاربعاء المنقضي 8 اوت 2018 المعبر الحدودي ذهبية وازن الرابط بين تونس وليبيا وتمّ تعليق حركة العبور به في الاتجاهين. وجاء قرار غلق المعبر بعد تنفيذ أهالي معتمدية ذهيبة الحدوية احتجاجا على منعهم من جلب السلع عبر المعبر من ليبيا وبررت السلطات الليبية قرارها القاضي بغلق المعبر بتخوّفها من ردة فعل المحتجين التونسيين ضد المواطنين الليبيين القاصدين الأراضي التونسية. يشار إلى أنّ الجانب الليبي كان قد اغلق نهائيا معبر راس جدير الذي يشهد تعطّل الحركة في الاتجاهين في انتظار التوصل الى حل نهائي مع تونس في ما يتعلّق باعتصام تجار تونسيين بمدينة بن قردان بسبب عدم الغاء الجانب الليبي إتاوة ال30 دينارا المفروضة على الشاحنات التونسية علاوة على "المعاملة السيئة التي تلقوها داخل التراب الليبي بعد تسجيل حالات اعتداء وعدم مساواة في المبادلات التجارية" .