لا يزال وقع العملية الارهابية التي شهدتها منطقة عين سلطان بجندوبة والتي راح ضحيتها ستة من خيرة قوات الحرس الوطني ، مدويّا، لاسيما وقد تعددت الروايات والتحليلات بشأن الهجوم . ولعلّ من أبرز ما أثار جدلا عقب الحادثة، توجيه أصابع الاتهام إلى كل من حركة النهضة ووزير الداخلية بالنيابة غازي الجريبي بالتورط في الهجوم الارهابي، من عدد من الأطراف المحسوبة على الإمارات – وهو ما روجت إليه وسائل إعلامية إماراتية على غرار صحيفة الخليج و قناة الغد- .. وفي تعليقه على الاتهامات الموجهة إلى حركة النهضة دون اي دليل يثبت تورطها، قال عضو مجلس شورى حركة النهضة زبير الشهودي، في حوار مع القدس العربي، إن الحركة ستقاضي كل من يطلق اتهامات "مفبركة" حول علاقتها بالعملية الإرهابية في مدينة جندوبة. و أضاف الزبيدي، في ذات الصدد، أن بعض الأطراف "العلمانية" لم تستوعب نتائج الانتخابات البلدية التي حققت فيها النهضة مركزًا متقدمًا، وهو ما دفعها لتبني خطاب عدائي ضدها. وفي سياق متصل، نوه عضو مجلس شورى النهضة بأنه "لا شك في أن تونس، بعد الانتخابات البلدية، تمر بانعطافة كبيرة باتجاه إرساء الحكم المحلي، وبعض الأطراف لم تستوعب نتيجة الانتخابات التي فازت فيها النهضة بنسبة كبيرة، وهو ما دفعها لتبني خطاب عدائي ضد الحركة، وجزء من هذا الخطاب متصل بعدم استيعاب درس 6 ماي وانتهاء منظومة التصويت المفيد ونهاية التكتل ضد حركة النهضة والذي لم يعد له مكان بدليل حجم التحالفات التي أدارتها قيادات محلية وجهوية في 75 في المئة من البلديات وأحدثت توافقات مع كل الأطراف دون استثناء، ووجدت فرصة للبناء والتعايش المشترك". وتابع القول، "هذا يدل على أن الصراع الإيديولوجي والتعاطي مع النهضة أو معارضتها ما زال محصورًا في عقول مركزية متبلدة لم تستوعب أن تونس تتغير بعمق وسرعة". وأضاف " هناك سلطة قضائية يُقر الجميع بحيادها بشكل كبير، ومن له تهمة أو دليل فليس له إلا القضاء. كما أننا سوف نذهب – بدورنا- إلى القضاء، كما ذهبنا سابقًا وتمت إدانة الكثير من السياسيين الذين كالوا اتهامات كاذبة للحركة وهناك أحكام قضائية ضد بعضهم. وأضاف : "ربما نحتاج إلى مراجعة نظام العقوبة في هذه القضايا الذي يقتصر على غرامات مالية وتأجيل تنفيذ الحكم باعتبارها عقوبات غير رادعة، كي يصبح المشهد السياسي أكثر انضباطًا، خاصة أن الأجيال التي تربت على المواطنة تحتاج لاستيعاب الخلاف ضمن دائرة الأخلاق السياسية"، مردفا: "أعتقد أن على هؤلاء المتطرفين الإيديولوجيين إعادة حساباتهم والتعاطي مع موضوع الإرهاب كعدوان خارجي وانفلات في عقول بعض شبابنا وبأنه نتيجة عجز عام في منظومة التربية والثقافة طيلة مرحلة بن علي".