منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي في جانفي 2011، يترقب التونسيون نشر قائمة شهداء مهد ثورات الربيع العربي وجرحاها.. قائمة تعطلت لأكثر من 7 سنوات ولم تصدر بعد .. وكان من المفترض أن يقع نشر القائمة أمس السبت 31 مارس 2018 , وفق ما تعهد به رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي يوم الاحتفال بالذكرى السابعة لثورة 14 جانفي ، الذي أكد بأن تكون القائمة النهائية لشهداء الثورة وجرحاها، جاهزة في 31 مارس المقبل "على أقصى تقدير". ولطالما انتقدت عائلات ضحايا الثورة تعطل نشر القائمة النهائية لحوالي 7 سنوات، بيد أن تعهد رئيس الجمهورية أثلج صدرها قليلا وجعل تترقب حلول 31 مارس على أحر من الجمر.. لكن ال31 من مارس مرّ والقائمة ام تصدر بعد! وكان رئيس الجمهورية، الباجي قائد السبسي، قد وعد التونسيين بإصدار القائمة الرسمية لشهداء الثورة في نهاية شهر مارس، مؤكداً أنّه تعهّد شخصياً بهذا الملف، وأنّه يتفهّم الانتقادات الموجهة إلى الحكومة نظراً إلى تأخّر الحسم فيه. وفي خضم هذا الشأن، قالت محامية عائلات الشهداء والجرحى، ليلى حداد، إنه "من المؤمل أن ترى القائمة الرسمية النور بعد طول انتظار وتصدر في الرائد الرسمي متضمنة أسماء الشهداء والجرحى، لا سيّما أنّ الأهالي لا يفهمون سبب كل هذا التأخير". ولفت ، في تصريح للعربي الجديد، إلى أنّه "متى توفّرت الإرادة السياسية، فإنّ القائمة سوف تصدر، خصوصاً أنّها بمثابة عنوان الثورة التونسية واعتراف رسمي بها". وكشفت حداد أنها تتلقى "مئات المكالمات الهاتفية يومياً، من عائلات الشهداء والجرحى ومن تونسيين آخرين ينتظرون هذه القائمة لردّ الاعتبار للثورة ولتخليد ذكرى الذين ضحّوا بدمائهم وحياتهم من أجل تحرير تونس من الاستبداد ومن نظام بن علي". و أشارت إلى أنّها "تأخرت كثيراً، وكان في الإمكان إصدارها في خلال سنة. واليوم، وعلى الرغم من خذلان العائلات في مناسبات عدّة، فإنّها تأمل أن تفي رئاسة الجمهورية بوعودها وأن تكون التصريحات ملموسة". تضيف حداد أنّ "قيمة هذه القائمة رمزية ومعنوية، إذ إنّه لن تعقبها تعويضات مادية وجبر للضرر، لأنّ ذلك من صلاحيات الأجهزة القضائية التي تتابع القضايا. لكنّ أهمية القائمة تكمن في الاعتراف بهؤلاء الشهداء وتخليد أسمائهم". بيد أن عدم نشر القائمة رغم انتهاء شهر مارس ودخول شهر أفريل قلب الموازين ، حيث من المرتقب أن تنظم العائلات ونشطاء حقوقيون وقفة يوم 4 افريل في ساحة الحكومة في القصبة، تحت شعار: "سيب القائمة النهائية". ووفق الأرقام المتداولة فإن هناك 368 شهيداً بين مواطنين مدنيين وأمنيين، من بينهم 319 شهيداً مدنياً. كذلك، فإنّ ثمّة نحو أربعة آلاف جريح في الثورة. في المقابل، نقلت صحيفة المغرب الورقية عن مصدر مطلع من رئاسة الجمهورية ان رئيس الدولة سيلتقي برئيس الهيئة العليا لحقوق الانسان والحريات الاساسية، توفيق بودربالة ليتسلم منه التقرير النهائي المتضمن لقائمة الشهداء والجرحى، واكد ان هذا اللقاء سيكون بداية الاسبوع القادم، مع التلميح الى انه لن يتجاوز يوم الثلاثاء 3 افريل.