رغم جرأة الموضوع الذي اقترحته القناة الأولى التونسية على مشاهديها في سهرة الأربعاء والمتعلق بالخيانة الزوجية وحساسيته ، إلا انه كان يمكن تناوله بشكل مفيد يقدم الإضافة ويساهم في تفكيك هذه الظاهرة ، لكن المختص الذي استضافته القناة من أجل الإرشاد والتوجيه لم يأتي ليقدم نصائح علمية وأخلاقية ويساعد في صياغة تصورات قد تسهم في الحلول او تساعد في تخفيف الظاهرة وتحجيمها ، وإنما جاء ليمرر أفكار غريبة غير صحيحة بل معكوسة تماما ، فقد صرح المختص ان الثقافة الجنسية والانفتاح والحديث في جميع المسائل والقول والإفصاح من شانه ان يزرع التفاهم ويجنب الحياة الزوجية مطبات الخيانة ، وهو في حديثه كان يشير الى التجربة الغربية التي قال ان الخيانة فيها اقل من الخيانة في المجتمعات المغلقة التي تتمتع بثقافة جنسية متدنية ، ومن المعلوم ان الكثير من الدول الغربية أصبحت تسوق الى الخيانة الزوجية على انها ظاهرة يجب التعامل معها ليس بالعلاج وانما بتثبيتها كأمر واقع ، وقد أثبتت دراسة في بريطانيا مثلا ان اكثر من 825 ألف امراة متزوجة منتسبة الى نادي العشاق السريين في حين أظهرت دراسة أخرى ان نسبة الخيانة في صفوف الرجال في ايطاليا وصلت سنة 2010 الى 55% وفي صفوف النساء 45% . ووصل الأمر في فرنسا الى تحديد يوم في الأسبوع يتحرر فيه الطرفين من الروابط الزوجية تماما ، بينما بدأت فكرة أخرى تتوسع في أوروبا وأمريكا وهي الاتفاق بين عضوي الأسرة التي يربطها الزواج او الروابط الأخرى على الحرية الجنسية الكاملة ، حيث يشترك الطرفين في المصاريف والتكاليف وتقسيم المهام مع ترك الجوانب الجنسية لحرية الشخص ورغبته ، حتى ان بعض الاتفاقيات حددت إمكانية جلب العشيق الى عش الزوجية او الخروج اليه دون استعمال المنزل المشترك.