بيانات تندد..أصوات تتعالى من هذا السياسي أو ذاك مستنكرة قرار القضاء العسكري حيال قضية شهداء ثورتنا المجيدة..تصريحات تستغرب وأخرى مصدومة..صدمت كل من تابعها. أين كنتم سادتي؟ ماذا توقعتم نخبتنا الموقرة؟ هذا ما جنيتموه على هذا الشعب ولم يجن على أحد.. هذا بعض ثمار ما زرعتم طيلة ثلاث سنوات من التشكيك في الثورة وفي الانجاز التاريخي لهذا الشعب..لقد نغصتم عليه فرحته وشككتموه في قدرته على الفعل. لقد حولتم فرحته بفرار المخلوع إلى حسرة على أيامه …هذا ثمن وقوفكم حجر عثرة أمام كل حراك أراد مواصلة الكفاح من أجل استكمال المسار الثوري..حولتم شباب الثورة إلى أضحوكة ..جعلتم من مطالبهم محلا للسخرية على منابركم الإعلامية المأجورة.. كل من طالب بالمحاسبة حرصتم على إخماد صوته. ألم تكونوا أشد سلمية من المسيح بن مريم؟ ألم يتحول المسيح إلى إرهابي على أياديكم؟ تبت أياديكم…فلم الاستغراب؟ لم التباكي؟ عودوا إلى نومكم فما فاز إلا النَومُ..عودوا إلى مقاهيكم وحاناتكم وأتموا ارتشاف نخب الثورة الموءودة. لقد وأدتموها ولا تزال في المهد صبية.. واليوم تتباكون أمام قبرها..لقد نكلتم بالثورة مثلما نكل بنو إسرائيل بالمسيح.. جندتم لوأدها ألف يهوذا ونصبتم لرموزها ألف صليب..كفاكم استخفافا بهذا الشعب المثقل بالجراح.. كفاكم متاجرة بدماء الشهداء بدموع أمهاتهم وعودوا إلى خلواتكم واستمتعوا بما غنمتم ثمن صمتكم المقيت عن الثورة التي انحرف مسارها..لقد استمتم في الدفاع عن أزلام المخلوع حتى حولتموهم إلى ملائكة رحمة.. وضعتم أيديكم في أياديهم وصرتم لسانهم الناطق ويدهم الفاعلة وعقلهم المدبر..عز عليكم عزلهم عن الحياة السياسية قد عزلوا هذا الشعب لعقود طويلة..عز عليكم إقصاءهم قد أقصوا أبناء هذا الوطن عن الحياة..حولتم وجهة الثورة من ثورة حرية وكرامة إلى ثورة مطلبية مقيتة..لم تفوتوا الفرصة دون التهليل لهذا الإضراب أو ذاك..أصبحت الثورة مرتهنة في "قفة الزوالي" التي تفننتم في المتاجرة بها..عز عليكم أن يشتري "الزوالي" "ربطة معدنوس" بمائتي مليم قد دفعتم ثمنها عشرات الألوف وقوفا إلى جانب أصحاب "رأس المال" ..نظمتم اعتصامات "الأرز بالفاكهة ونسيتم "الزوالي" و"قفته"..اليوم تتباكون على أحكام قضاء فاسد؟ ألم يكن هذا القضاء سليل منظومة فاسدة مترسبة عن دولة الاستبداد التي استمتم في الدفاع عن رموزها؟ ألم تحاربوا كل محاولة إصلاح مست هياكل الدولة؟ الم تقفوا في وجه كل قرار عزل لقاض أ لموظف فاسد ثبت تورطه في نهب أموال شعبنا شرب من دماء أبناء هذا الوطن؟ نخبتنا..سياسيينا..قليلا من الحياء إن كنتم تذكرون بعد معنى للحياء.