يبدو ان مؤتمر الاتحاد العام التونسي للشغل في طبرقة والذي بدا يوم 25 ديسمبر سيعتبر من المؤتمرات التاريخية التي ستحدد مصير هذه المنظمة العتيدة خاصة وانه سيتم انتخاب مكتب تنفيذي جديد يخلف المكتب التنفيذي السابق الذي كان السيد عبد السلام جراد أمينا عاما له ورغم ان الإعلام لم يكن حاضرا بقوة في هذا المؤتمر بعد قرار المسؤولين النقابيين تعتيم ما يدور من مشاورات داخله غير ان هنالك من يتحدث عن بعض الانقسامات في صفوف القوائم المترشحة خاصة قوائم الشيوعيين. وفي خضم هذه التطورات خرج علينا السيد عبيد البريكي الناطق باسم الاتحاد العام التونسي للشغل حتى انتخاب المكتب الجديد بتصريحات شديدة اللهجة ذكرتنا بتصريحاته حول الماكينة التي تطحن من يعاديها موجها كلامه لمن ينتقد المكتب التنفيذي القديم خاصة من قيادات المؤتمر من اجل الجمهورية وعلى رأسهم عبد الرؤوف العيادي. لكن الغريب في تصريحات عبيد البريكي الجديدة انه حذر حكومة الجبالي والمجلس الوطني التأسيسي من تجاوز فترة السنة والسؤال المطروح هنا ماهي صلاحيات البريكي حتى يحذر الحكومة خاصة انه ناطق باسم منظمة بعيدة عن التجاذبات السياسية والحزبية التي هي من اختصاص الأحزاب المعارضة داخل المجلس الوطني التأسيسي ومنظمات المجتمع المدني خارجه. حسب ما اعلمه فان الاتحاد العام التونسي للشغل يهتم أساسا بمصالح الطبقة الشغيلة والتفاوض مع السلط الرسمية لتحصيل حقوق العمال والكادحين وليس الدخول في مناكفات سياسية ضيقة تتلخص في تحديد المدة الزمنية للمجلس الوطني التأسيسي وكان المكتب التنفيذي للاتحاد أصبح حزبا سياسيا خارج المجلس الوطني التأسيسي له رؤيته ونظرته التي سيعمل على تحقيقها بوسائل ضغطه المتمثلة بالإضرابات والاعتصامات العمالية المتواصلة. ولكن الأخطر في كل هذا التطور في خطاب السيد عبيد البريكي الأخير هو ان الناطق الرسمي باسم المنظمة الشغيلة العريقة يتحدث بنبرة بعيدة كل البعد عن الحوار وبطريقة إلزامية توحي انه سيواصل مهامه على رأس الاتحاد العام التونسي للشغل مع السيد عبد السلام جراد وكان المكتب التنفيذي الحالي سيستمر في عمله بطريقة خفية حتى ولو انتخب مكتب تنفيذي جديد ليذكرنا الأمر بحكومات الظل. السيد عبيد البريكي الذي قال سابقا انه سيبتعد عن المناخ السياسي والنقابي التونسي لأنه سينشغل بإنشاء اتحادات عمالية في المملكة العربية السعودية وباقي الدول العربية لا يبدو بعد خطابه الأخير انه جاد في قراراته التي اتخذها وانه ربما سيواصل عمله الحثيث لدعم تواجد الاتحاد العام التونسي للشغل على الساحة السياسية التونسية ليصبح لوبي له نفوذه وهو اختيار لا نعلم مدى جدارته.