توجه المنصف المرزوقي رئيس الدولة اليوم بخطاب الى رجال الأعمال وأصحاب المؤسسات وذلك بمقر الإتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية وقد شدد رئيس الدولة على ضرورة فك الإعتصامات ولو بإستعمال القوة نظرا للخطورة التي بات عليها وضع الإقتصاد اليوم بالرغم من تعاطفه مع المعتصمين وتفهم دوافعهم وقد دعا رجال الأعمال إلى إحترام حقوق الشغالين وعدم الجشع في جمع الأموال على حساب العمال . وقال المنصف المرزوقي في مستهل خطابه أن النظام السياسي مهدد بالموت إن لم تعد الماكينة الإقتصادية الى سالف وتيرتها فالناس يريدون الحرية والخبز وإذا وفرنا الحرية دون خبز فإن الثورة ستعود وستكون " ثورة داخل ثورة" وشدد المرزوقي على ضرورة الخروج من عنق الزجاجة فجميعنا نعيش حالة من القلق والكرب ومصيرنا بأيدينا ولا بد من عودة الإستقرار ليعود الإستثمار. وفي حديثه عن الإعتصامات قال المرزوقي :" عملت كطبيب في الأرياف ورأيت معاناة الناس وأنا أتعاطف مع الطبقة المسحوقة لكننا اليوم أمام مفارقة غريبة لأن تواصل الإعتصامات إنتحار جماعي لذلك وخدمة لمصلحة البلاد لا بد من فك الإعتصامات فمثلا إغلاق المصنع الكيميائي بقابس خطر على الإقتصاد لذلك فكوا الإعتصامات وأتركوا الطرقات... وإلا سنأكل الحجر " ! في المقابل طلب المرزوقي من المستثمرين إحترام حقوق الشغالين وعدم إستغلال العملة لانّ الإستغلال لن يؤدي سوى للخراب فالمستثمر من حقه الربح لكن دون جشع مع ضرورة إحترام البيئة لأن البلاد أمانة و البيئة حق للأجيال القادمة والنقطة الثالثة تتعلق بدفع الضرائب لأن الصورة القديمة بأن الضرائب تثقل كاهل المؤسسة وتتسبب في انهيارها لا بد أن تنتهي. أما وداد بوشماوي رئيسة الإتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية فقد ثمنت المجهود الذي بذله أصحاب المؤسسات إبان الثورة إذ لم نسجل أي نقص في أي مادة أساسية وهو نادرا ما يحدث في البلدان المتقدمة... وأكدت أن أغلب المستثمرين على إستعداد لمواصلة واجبهم في ما يتعلق بالإستثمار والتشغيل والتنمية إذا ما توفرت الظروف الملائمة لكن رئيسة الإتحاد نددت بخطورة الإعتصامات وتعطيلها للمؤسسات والمرافق العمومية وهو ما أدى الى غلق العديد من المؤسسات وإلى رحيل العديد من الشركات الأجنبية نحو وجهات منافسة لبلادنا وهو ما جعل ثقة المستثمرين التونسيين تهتز وأكدت وداد بوشماوي أنه آن الآوان لتطبيق القانون وتتبع من يعطل عمل المؤسسات والمرافق العمومية . وعلى هامش هذا اللقاء إلتقت "التونسية" بمجموعة من رجال وسيدات الأعمال لمعرفة رأيهم في خطاب رئيس الدولة وإنتظاراتهم فقال جمال الكسيبي رجل أعمال و صاحب الشركة العقارية "طيبة" :" وجدت الخطاب متوازنا وقد تحدث المرزوقي بعفوية لذلك فهمت كلامه وما قاله عن ضرورة التعامل بصرامة مع الإعتصامات مفهوم." أما ماهر قلال رئيس مجلس إدارة " بولينا " فقد أعجبه إرتجال المرزوقي في الخطاب ورأى أن إسترجاع الثقة مسألة ضرورية لإنتعاشة الإقتصاد فهناك صعوبات لا بد من إقرارها وهناك تعامل حازم لا بد من وجوده من هنا فصاعدا والرسالة واضحة ولكنه أضاف " ألوم المرزوقي في تطرقه لمسألة ضخ المليارات للاحزاب فالمسألة لا إطار لها ." وشاطرته الرأي منى الشريف من شركة " النجاح " التي ترى أن المرزوقي توجه برسالة للمعتصمين والشعب من خلال رجال الأعمال في حين أن المستثمرين بحاجة لتطمينات أكثر من الدولة وخاصة في ظل الظروف الراهنة وهذا ما لم يقله المرزوقي في خطابه لأنه لم يتحدث عن إجراءات تطمئن رجال الأعمال وخاصة في فترة حرجة للغاية. وكانت نزيهة شقرون صاحبة شركة نسيج في قبلاط بباجة في قمة الغضب والإنفعال عندما قالت " خطاب الرئيس لم يقدم لنا حلولا أو بصيص أمل فقد قدم لمخاطبتنا نحن وليس المعتصمين أنا الآن في وضع سيء فالبنوك بدأت تضع يدها على مصنعي وسيارتي ستتم عقلتها ...زوجي أمريكي ندم على الإستثمار في تونس ونريد إنهاء هذه الدوامة والعمل ففي كل مرة إعتصامات والعمل متوقف لا نريد تهديدات للمعتصمين بل نريد حلولا !" كذلك تحدثت درية عزوز التركي لتقول" أعمل كوسيطة جمركية وللأسف الأداءات مجحفة والتعطيلات لرجال الأعمال كبيرة والرشوة لا تزال موجودة ونتطلع لحلول عاجلة للمؤسسات ".