يبدو ان لعبة لي الذراع واستعراض القوة بين وزير الصحة سعيد العايدي ونقابيي المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس ومن ورائهم الاتحاد العام التونسي للشغل ستتواصل الى مدى غير معلوم بالنظر الى استمرار الاحتقان بهذه المؤسسة الاستشفائية الجامعية العريقة وتأثير ذلك على الوضع الصحي بالمستشفى وبالجهة وبمحيطها لا سيما وان مستشفى الحبيب بورقيبة يستقيل ايضا المرضى الوافدين عليه ايضا من الولايات المجاورة ومن الجنوب ... ورغم انه قبل فترة غير قليلة انتعشت الآمال بإمكانية تجاوز الاشكال وانهاء الاحتقان من خلال الاتفاق على تجميد تنفيذ قرار وزير الصحة بإيقاف 5 نقابيين عن العمل من بينهم الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للصحة العيدي القديم وعضو المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس عادل الزواغي على ان يبقى المدير العام المعين لفترة وجيزة فإن الوضع عاد للاحتقان بعد توجيه عدول تنفيذ يوم الاثنين الماضي الى منازل النقابيين الخمسة الموقوفين عن العمل لدعوتهم الى المثول امام مجلس التأديب وتحديدا اللجنة الادارية المتناصفة التي ستنعقد بصفة تأديبية يوم الاثنين 25 افريل 2016 وهو ما ادى الى تكهرب الأجواء مجددا وقام نقابيو المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس يوم الثلاثاء الماضي بطرد المدير العام المعين شكري التونسي من المكتب الذي يباشر به مهامه بالادارة الجهوية للصحة وأصرّوا على انهم لن يقبلوا بتواجده بعد تنصل وزير الصحة من التزاماته وتعهداته وفق ما جاء على آلسنة عدد منهم. لكن وحدات امنية كبيرة نجحت في ساعة مبكرة من يوم أول أمس في ادخال المدير العام الى الادارة الجهوية للصحة وفرض حراسة مشددة عليه حتى يواصل مهامه من هناك ومجددا أعلن النقابيون رفضهم لهذا الامر وحلوا مبكرا أمس بالادارة الجهوية لمنع المدير العام من الدخول غير ان الوحدات الامنية نجحت في ادخاله من باب ثانوي تحت حراسة مشددة ووسط تدافع بينهم وبين النقابيين وتواصل الاحتقان بمقر الادارة الجهوية للصحة في ظل تمسك وزارة الصحة ببقاء شكري التونسي في منصبه قبل ان يصدر الاتحاد العام التونسي للشغل بيانا امضى عليه الامين العام بالنيابة نور الدين الطبوبي يتهم وزير الصحة بالتراجع عن تعهداته ويطالب رئيس الحكومة بالمسارعة في اتخاذ الاجراءات الضرورية لتطبيق الاتفاقات المبرمة بخصوص وضعية المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة للحد من التوترات الاجتماعية في الجهة التي من شأنها أن تؤدي إلى تطورات خطيرة. واعتبر البيان ان سياسة وزير الصحة عدائية تجاه الاتحاد العام التونسي للشغل ومباشرة بعد وصول البلاغ وتلاوته من طرف عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل والكاتب العام للفرع الجهوي للصحة عادل الزواغي ابدى النقابيون اصرارا كبيرا على اخراج المدير العام من مكتبه بالادارة الجهوية وتم ذلك في حدود منتصف النهار والنصف من يوم امس مع تشديد اعوان الامن الحراسة على المدير العام شكري التونسي الذي غادر تحت وابل من الصياح والشعارات المناوئة له .