تنطلق الدورة السابعة من اللقاءات الدولية للفيلم الوثائقي بتونس يوم الأربعاء 25 أفريل الحالي وتتواصل عروضها التي تتجاوز الأربعين فيلما إلى غاية 30 من الشهر نفسه في المسرح البلدي وسينما المونديال بالعاصمة. وأكدت سهام بلخوجة مديرة مؤسسة «ناس الفن» ومؤسسة هذا المهرجان الوثائقي ل«الصباح» أن «Doc à Tunis»، أصبحت تظاهرة قائمة بذاتها ولم تعد تخشى فشلها بعد أن كونت قاعدة جماهيرية خاصة بها وممولين ومثقفين يدعمونها إلى جانب الامكانيات الذاتية لفضاء «ناس الفن» وذلك خلال الندوة الصحفية التي عقدتها صباح أمس في احد نزل العاصمة. وعن الدعم المقدم للمهرجان من قبل السلطات العمومية، كشفت محدثتنا أنها لم تتلق إلى هذه اللحظات جوابا عن مطالبها والتي وجهت لأربعة وزارات وهي وزارتي الثقافة والتربية ووزارة الشباب والرياضة إلى جانب وزارة السياحة وبلدية تونس كذلك. ويفتتح الشريط الوثائقي «مناضلات» لسنية الشامخي الدورة السابعة من اللقاءات الدولية للفيلم الوثائقي حيث يستعرض عمل هذه السينمائية مشاركة المرأة التونسية في الحياة السياسية المحلية إبان الثورة وخلال انتخابات 23 أكتوبر الماضية...فيلم «مناضلات» يعكس صورة المرأة التونسية باعتبارها نصف هذا المجتمع إذ تطرح سنية الشامخي في مشاهد فيلمها تساؤلات عدة عن موقع المرأة مستقبلا في بلادنا خصوصا مع صعود التيارات الاسلامية والمناداة بتطبيق الشريعة وضم «مناضلات» ضمن بطلاته مرشحة حزب النهضة سعاد عبد الرحيم والمحامية بشرى بن حميدة والمناضلة راضية النصراوي والمستقلة هدى الكافي وغيرهن من الوجوه الحاضرة في الواقع السياسي الراهن. من جهة أخرى صرحت سهام بلخوجة خلال تقديمها لبرنامج التظاهرة أن الأعمال التسجيلية التونسية تطغى على هذه الدورة وأغلبها تجارب لشباب وخريجي معاهد السينما فيما سيطرت الأحداث السياسية والثورات العربية على أغلب المشاركات المبرمجة في اللقاءات الدولية للفيلم الوثائقي ومنها أعمال عن الثورة السورية أنجزت بإمكانيات غربية وخصوصا فرنسية، فيما يعد مخرجوها السوريون من أبناء المهجر على غرار فيلم «سوريا، في جحيم القمع» للمخرجة صوفيا عمارة التي تسللت بكاميرا محمولة وسط الثوار والمتظاهرين وتابعت أعمال لجان تنسيق الثورة ونقلت شهادات الضباط المنظمين للمقاومة إلى جانب الصور التي تعكس القتل الوحشي للمحتجين كما يكشف «سوريا، في جحيم القمع» عن تورط بعض أطراف من حزب الله والحرس الثوري الايراني في عمليات قتل السوريين وذلك وفقا لرؤية فرنسية للأحداث.
أفلام تكرم شهداء تونس وأخرى تتغنى بكنوز تونس التاريخية
أما في ما يخص الأعمال المبرمجة عن الثورة المصرية والواقع المعيش حاليا يعرض المهرجان ضمن برمجته الشريط التسجيلي «وداعا مبارك» للمخرجة كاتيا جاجورا وفيلم «ظلال» للمنتجة والمخرجة المصرية ماريان خوري - وهي ابنة شقيقة الراحل يوسف شاهين- والسينمائي التونسي مصطفي حسناوي..ويروي «ظلال» المتوج بجائزة الاتحاد الدولي لنقاد السينما» فيبرسي» انعكاسات الضغوط العائلية وفقدان الحب والاهتمام على حياة بعض الأشخاص مما يجعلهم عاجزين عن مواجهة هذه المشاعر والسقوط في هوة الأمراض النفسية حيث صور هذا الشريط في أروقة مستشفي الأمراض النفسية والعصبية بالعباسية وانتقد في مشاهده اهمال الأهل والطاقم الطبي للمرضى النفسيين مما يعمق من سوء حالتهم ويزيد في اضطرابهم. على صعيد اخر تحضر تونس بعدد من الأعمال حديثة الانتاج على غرار شريط صالح الجدي الذي يكرم من خلاله الشهيد حاتم بالطاهر الأستاذ الجامعي الذي استشهد أثناء ثورة 14 جانفي بمسقط رأسه بدوز والفيلم الفرنسي عن قصر النجمة الزهراء أو قصر «البارون ديرلانجي» الذي يبرز خصائص الهندسة المعمارية التونسية العربية الأندلسية من منطلق أنه أحد الكنوز المنسية في المتوسط فيما يختم المهرجان فعالياته بشريط روسي بعنوان «Vivan Las Antipodas». وتجدر الاشارة إلى أن اللقاءات الدولية للفيلم الوثائقي بتونس تستضيف عددا من الأعمال الدولية من اسبانيا وفرنسا والأرجنتين وإيران وتركيا إضافة لليبيا والجزائر ولبنان ومصر كما تحتفي التظاهرة ليلة 29 أفريل باليوم العالمي للرقص وتواصل احتفالاتها بهذا الحدث كذلك ضمن ملتقى قرطاج للرقص من غرة ماي إلى السادس من الشهر نفسه والذي سيطلق عليه هذا الموسم تسمية «تونس عاصمة الرقص» وسيحمل شعار «أنا أرقص..أنا موجود» وفقا لتصريح سهام بلخوجة في ندوة صباح أمس والتي أضافت أثناءها أن اهتمامها بمهرجان الرقص في هذه الدورة سيكون أعمق من العادة باعتبار أن هذا الفن أصبح مهددا بعد أن دعت بعض الأطراف المتطرفة لتهمشيه وإلغائه مشيرة لحضور الراقص البريطاني الشهير أكرم خان.