كانت الندوة الصحفية التي نظمتها سهام بلخوجة بحضور الجمهور فرصة لإعلامنا بالمهرجان الجديد التي تنوي تنظيمه في شهر جوان القادم وسيهتم بالفن والتصميم. وذكرت سهام بلخوجة في هذه الندوة التي انتظمت الأسبوع الفارط بحضور جمهور غفير من طلبتها بدار الثقافة ابن رشيق بتونس العاصمة بأن «ناس الفن» المؤسسة الفنية التي تديرها نشيطة وتجتهد من أجل الجمهور التونسي لتقدم له تظاهرات فنية متنوعة ودون مقابل. ولكن في المقابل يبدو ان سهام لا تدفع له من جيبها الخاص طالما ان هذه المهرجانات تنظم بمصادر دعم كبيرة. وبإضافة هذا المهرجان أصبحت المهرجانات التي تنظمها سهام بلخوجة تتساوى أو تفوق مهرجانات وزارة الثقافة التي هي داعم أساسي لها ولتظاهراتها لكن يبدو أن المئويات الكثيرة هذه السنة (مئوية الشابي ومئوية المسرح).. قد خفضت من دعم الوزارة لها على حد ما أخبرتنا به في الندوة الصحفية. وهذه المهرجانات هي مهرجان سينمائي وآخر يتعلق بالرقص وآخر بالفن والتصميم وبالطبع مهرجان «وثائقيات بتونس» الذي اختتمت أمس الأحد 5 افريل دورته الرابعة. ويبدو أن سهام بلخوجة على وعي بهذه التخمة الفنية التي تقترحها علينا فقد ذكرت مازحة «بأنها امرأة متروشة وكل أسبوع تعمل مهرجان». لكن هذه التخمة لا يمكن أن تكون إلا صحية لو يقع مراعاة الاجندا الثقافية في بلادنا حتى لا تنتظم المهرجانات بصفة متوازية وفي نفس المواعيد. وما يحسب لسهام بلخوجة مقارنة بغيرها ممن ينظمون مهرجانات ثقافية في تونس هو مجانية الدخول فكل هذه المهرجانات يحضرها الجمهور عن طريق دعوات وبطاقات دخول مجانية وتعطى للجميع على خلاف مهرجانات أخرى تقام حاليا في تونس ويصل ثمن التذكرة الواحدة للدخول خمسين دينارا أو أكثر وهي تذكرة بالتأكيد غير موجهة لجيب التونسي بالرغم من مصادر الدعم المتساوية من المستشهرين في تونس والخارج لهذه المهرجانات. وبالرغم من «أنه لا يوجد قطوس يصطاد لربي» يبدو أن المسألة مسألة اختيارات فسهام بلخوجة تعمل بشعار لا يجوع الذئب ولا يشتكي الراعي والآخرون لا يعترفون إلا بلم الكل وهوايتهم واختصاصهم جمع المال وتعداده. ومقارنة بالدورات الأولى فان مهرجان اللقاءات الدولية للفيلم الوثائقي بتونس أصبح ينافس مهرجانات أخرى كبيرة خاصة فيما يخص العرض الأول. حيث نشير في هذا الصدد إلى أن فيلم افتتاح هذه الدورة عرض لأول مرة في تونس وهو فيلم «كيف نحصل على المال» Let s make money)) للمخرج النمساوي واقن هوغن. وقد قدم هذا الفيلم عرضه قبل الأول بعدما عرض في تونس بيومين لكن دون إشارة لذلك في الموقع الالكتروني الذي بث الخبر. فهل كان عرضه في تونس على طريقة السوق السوداء؟ وللإشارة فان هذا الفيلم لم يكن حدثا في مضمونه لان طروحاته مألوفة والصور التي اقترحها علينا معروفة وهو بمعنى أخر لم يشخص الأزمة المالية اليوم بقدر ما تحدث عن مصادر الفقراء والأثرياء وعرض صور المعاناة لشعوب مسحوقة يتاجر بجهودها رؤساء أموال يبحثون عن يد عاملة رخيصة خارج بلدانهم. ومن المحاور الأخرى التي اقترحتها أفلام مهرجان الفيلم الوثائقي بتونس نذكر الصين القوة العالمية الجديدة والإسلام والتطور والحملات الانتخابية الرئاسية من خلال نماذج ساركوزي واوباما والهجرة وغيرها. وحيد عبد الله