عام يمرّ و عام يأتي و هذا من تمام السّنن الكونية الماضية بقدر و تقدير ، و كلّ عام ليس فيه تغيير أو إضافة فإنّه يكون – سبهْللا – على أيّ فرد أو جماعة أو شعب ، و ليس المطلوب و لا من المنطقيّ أن يترقّب الواحد منّا كلّ عام نهايته ليلفّ و ليصُرّ فيه آلامه و أحزانه و إخفاقاته و يعلّق عليه أسباب فشله و تردّيه و لا من المنطقي أيضا أن يستلقي على ظهره و يظلّ ينسج الأماني و الأحلام و الطموحات التي تراوده و لا يسعى لها ليعترض بها العام المقبل و – يعوّل – عليه في تحقيقها أو ينوعّده باللعن في آخره . للأسف نحن التونسيّون شعب (في أكثره) دأب كل العقود الماضية على فعل هذه الشّائنات عند – كلّ رأس عام – ثم نرجع أوّل العام القادم ، وسطه و آخره إلى ارتكاب نفس الحماقات التي – عوّدونا إيّها – و زيّنوها لنا و بلعنا طُعمها جهلا و تعمّدا ،،، كلّ عام بعد أن نستمع إلى ما يقوله العرّافون و المنجّمون والدجّالون بشغف وانتباه و تمنّيات زائفات ، نرجع بعدها إلى الخمول و واهيَ الأحلام و إلى الحسابات الخاطئة و التقديرات العرجاء ، نرجع إلى صناديق القمار و بلاتوهات العار و نرهن أنفسنا بين المسلسلات و – قعدات القهاوي – و تعمير أوراق القمار الرّياضي العالمي بعد أن استوفينا المحلّي أملا زائفا في ثروة قد لا يوفّرها الجهد و العمل و العلم في بلاد لا تثمّن الوقت و لا العمل و لا تقدّر العلم و العلماء و لكنّها ترفع عاليا مكانة مستعملي و مستعملات الخصور و الأرجل و عُمّار الكباريهات ... للأسف نحن شعب يتقن الأحلام و السّهر و الفوضى و الغباء و الرّغاء ولا تعظنا الأيام و لايردّنا نُصح ناصح و لا يثيرنا تقدّم الشعوب و الأمم الأخرى ، فقط نحن نحسن القعود على قارعة التاريخ – نقشّرْ القلوب – نلعن الحظّ و نجرّم السياسات خلاصة 2017 : لن يغيّر من حالنا و لن يحمل لنا شيئا لم نعمل من أجله أو نسعى إليه ، 2017 لن يصلح ما ضيّعناه طيلة السنين الفارطة أبدا ،،، فقط إذا نهضنا بفكرنا وغيّرنا من سلوكاتنا و ثمّنّا الوقت و العمل وحاكينا مثاليّةَ الشّعوب المتقدّمة ، ثمّ تعلّقت هممنا و همم حاكمينا في التّوق إلى الإرتقاء و الإقلاع و نزعنا عنّا سُبُل الغواية و وضعنا عن أنفسنا أغلال الرّداءة ، عندها سنضع بصماتنا على صفحات العام القادم و الأعوام التي ستليه ...