تعيش الأسر «النابلية» هذه الأيام على وقع جمع نبتة الزهر من الحقول الشاسعة لأشجار الأرنج، خاصة ان هذا الحدث يمثل أهمية بالغة لدى متساكني الجهة وهم بهذه المناسبة يحتفلون بالمهرجان السنوي للزهر في دورته الثالثة. فعلى هامش مهرجان نابل الدولي احتفل أهالي مدينة نابل بعيد الزهر في دورته الثالثة وقد تضمن مهرجان هذه السنة عديد التظاهرات حيث تضمن ندوات علمية قُدمت خلالها أهم ما أثبتته التجارب والأبحاث العلمية التي أجراها المركز الوطني للبحث العلمي ببرج السدرية، كما نُصبت خيمة عملاقة على مستوى شارع الحبيب بورقيبة وقبالة مقر الولاية شملت ورشات لتقطير الزهر بالطريقة التقليدية حيث شدت إليها انتباه زوار المدينة والسياح. ويذكر أن والي الجهة أشرف على فعاليات هذا المهرجان الذي استمر لثلاثة أيام.ويعد موسم جمع وتقطير «الزهر» من أهم وأعرق العادات التي تسعى الأسر النابلية للمحافظة عليها من خلال إعداد المؤونة من ماء الزهر الذي يستعمل في عدة مجالات كصنع الحلويات والعطور وللتداوي من ضربة الشمس وللتجميل...ولشجرة الأرنج المنتجة لنبتة الزهر مكانة هامة باعتبارها مورد رزق لعديد العائلات، كما يساهم موسم جمع الزهر بالرغم من قصر المدة التي لا تتجاوز في الغالب الخمسة أسابيع في إضفاء حركية تجارية وثقافية على الجهة وتعتبر مدن نابل ودار شعبان الفهري وبني خيار من أهم المدن بالوطن القبلي المنتجة لهذه النبتة حيث توفر أكثر من 90% من المنتوج الوطني.قطاع الزهر قطاع استراتيجي بكل امتياز فبالإضافة إلى أهميته كرمز يفتخر به أهالي الجهة فهو يوفر عائدات سنوية من العملة الصعبة تتراوح بين ثلاثة وأربعة ملايين دينار، ويتواجد بالوطن القبلي حوالي 125 ألف شجرة أرنج مزروعة على مساحة جملية تفوق 400 هكتار، إذ يتراوح معدل الإنتاج السنوي للزهر في هذه المناطق بين 1000 و1500 طن. وبالنسبة إلى إنتاج الموسم الحالي، فإن التقديرات الأولية تشير إلى عدم تجاوز الألف طن وذلك راجع إلى ارتفاع درجات الحرارة خلال شهري فيفري ومارس ونزول كميات هامة من الأمطار خلال نفس الفترة حيث ساهمت في سقوط الأزهار بصفة كبيرة. وتضم مدن نابل ودار شعبان الفهري وبني خيار حوالي 65% من مجموع أشجار الأرنج بالإضافة إلى توفير ست وحدات تحويلية الأمر الذي ساهم في بروز الجهة كقطب استراتيجي لإنتاج وتصدير زيت «النيرولي» وهو عبارة عن خلاصة روح الزهر الذي يصدر للأسواق الخارجية ولاسيما الفرنسية بأسعار مرتفعة ليستعمل في صناعة أرقى وأجود العطور العالمية