مصبّات كثيرة للفضلات المنزلية وقع اغلاقها من قبل المواطنين... فيما تشهد أخرى تعطيلا في حركتها بسبب الاعتصامات... لتواجه شوارعنا تهديدا بزحف الفضلات... فيما يخشى المواطنون من التأثيرات الصحيّة لهذه المصبات. «الشروق»، بحثت في حقيقة ما يجري بالمصبات وانعكاسات الأحداث الأخيرة على التعاون الدولي وعلى صحة المواطن حسب مصادر مطلعة من وزارة الفلاحة والبيئة، تسببت الاعتصامات وإغلاق منافذ الدخول الى المصبات في إلقاء النفايات بالمصبّات العشوائية والغابات ومجاري الأودية... كما تمّت عملية إحراق النفايات بصفة عشوائية، وهو ما يؤدي الى انبعاث الأدخنة والغازات الخانقة وتدهورت الأوضاع البيئية. إستقالة المموّلين اضافة الى الانعكاسات البيئية السلبية والصحية لايقاف عمل المصبات المراقبة بسبب اعتصامات المواطنين، تواجه المشاريع الجديدة الخاصة بإقامة مصبّات صعوبات في التمويل. وعلمت «الشروق» أنّ ما حدث بمصب جرادو مؤخرا انعكس سلبا على التعاون الدولي، لاسيّما التعاون التونسي الألماني، حيث موّل (البنك الألماني للتعمير (Kfw) مشروع جرادو. وعبر سفير ألمانيابتونس وخبراء البنك المذكور في مناسبات عديدة عن أسفهم لما يحدث بالنسبة للمشاريع التي تمّ تمويلها وإنجازها باشرافهم... كما أعربت أطراف أجنبية عن عدم استعدادها لانجاز المشاريع الجديدة في مجال التصرف في النفايات... وتهمّ هذه المشاريع الجديدة ولايات سيدي بوزيد والقصرين وقفصة وجندوبة والكاف وتطاوين وقبلي والمراكز المرحلية المخصّصة لقبول النفايات الصناعية ببنزرت وصفاقس وقابس... وذلك رغم الحصول على الموافقة المبدئية على توفير التمويلات الضرورية خلال السنة الفارطة. وبيّنت مصادرنا من وزارة الفلاحة والبيئة عن تخوّفها من عدم حصول الجانب التونسي على الدعم المطلوب لمواصلة الاصلاحات وتطوير القطاع وتوفير البنية التحتية الضرورية لقبول ومعالجة مختلف أصناف النفايات. وقد تقدمت مؤسسات صناعية عديدة بعرائض وشكايات نظرا لتوقف عمليات قبول النفايات بمركز معالجة النفايات الصناعية والخاصة بجرادو... وذلك بعد أن تولت وضع برامج لجمع وخزن نفاياتها بمؤسساتها... وبعد أن أبرمت عقودا لنقل هذه النفايات لمركز جرادو. وقد عمدت البعض منها الى إلقاء النفايات بالمصبات العشوائية والغابات ومجاري الأودية والقيام بعملية احراق النفايات بصفة عشوائية وهو ما يؤدي الى انبعاث الأدخنة والغازات الخانقة وتدهور أوضاع البيئة... وحذرت مصادرنا من حصول أزمة بيئية وصحية في صورة تواصل تكاثر المصبات العشوائية. بين المواطن والمؤسسة انطلق أهالي قرية جرادو منذ 28 فيفري في اعتصام لمنع الشركة الألمانية المستغلة من الدخول للمركز على خلفية أن نشاط المركز تسبب في أضرار صحية لأهالي المنطقة وتلويث المائدة المائية والتربة والمحيط عموما. وتولى أربعة أشخاص من أهالي جرادو التقدم بإذن على عريضة بالمحكمة الابتدائية بزغوان في 11 مارس 2011 ضدّ الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات والشركة المستغلة وقامت المحكمة بزغوان بتعيين ثلاثة خبراء محايدين وحسب التقرير فإنّ نشاط المركز لم يلحق ضررا بالمائدة المائية ولا النباتات ولا الماشية ولا وجود لتأثيرات على المتساكنين بقرية جرادو.. وأشار التقرير في الوقت نفسه الى وجود بعض النقائص. وتعهدت الشركة المعنية بتنفيذ التوصيات الواردة في تقرير الاختبار وتوفير الاعتمادات الضرورية للقيام بالتحسينات الضرورية. ولاحظت مصادرنا أن مشروع جرادو هو مشروع فريد من نوعه في افريقيا في مجال تحويل النفايات الصناعية. وأشارت مصادر خبيرة إلى ما يتمّ إنجازه في ألمانيا والعالم في مجال تحويل الفضلات، وما تمثله هذه المشاريع من فوائد بيئية واقتصادية ومن حيث جلب اليد العاملة والتشغيل. مشاكل كثيرة تواجهها مشاريع المصبات في أماكن أخرى من تونس ليتحول توقف عمل هذه المصبات الى مؤشر بيئي سلبي، لكن بين تخوّفات المواطنين من الأخطار الصحية التي يمكن أن تلحقها المصبات، وبين الضرورات الاقتصادية وفوائد المصبات المنظمة تبقى حلقة الحوار مفقودة وفي حاجة لدعم لجبر الضرّر والحصول على اتفاق يرضي ويقنع الجميع.