ما الذي تغيّر في المشهد الإعلامي السمعي بربوع الشمال الغربي منذ اندلاع ثورة 14 جانفي؟ لماذا وكيف اتخذ قرار الاستغناء عن المتعاونين الخارجيين بإذاعة الكاف؟ واحد من الأسماء التي برزت بشكل ملفت مع انطلاق أول بث لعروس الشمال الغربي ذات يوم من سنة 1991 إنّه المنتج صالح الفضلاوي الذي لم يخف امتعاضه مما حصل لمّا أوصدت أبواب الإذاعة في وجهه بعد عقدين من التنشيط والجهد المستمر فيقول: «لئن مرت فترة هامة منذ إعلان قرار الإبعاد إلا أن الحنين إلى ماض قريب ما زال حيّا لكن ما حزّ في أنفسنا ليس إلا الطريقة التي عوملنا بها دون ذنب اقترفناه أو تهمة ثابتة ضدنا علما أن تساؤلات المستمعين في هذا الشأن ظلّت دون إجابة مقنعة وعلى هذا الأساس فإني أطالب ب: فتح ملف إذاعة الكاف من قبل الرئيس المدير العام للمؤسسة الأم مع سماع كافة الأطراف المعنية قصد الكشف عن الأسباب الحقيقية التي أدّت إلى الاستغناء عن المتعاونين الخارجيين مباشرة بعد الثورة مع الإشارة إلى أن هذا الإجراء لم يشمل بقية الإذاعات الأخرى. محاسبة كل من تسبب في تدني مستوى الإذاعة (إدارة وبرمجة) وأيضا في انسحاب المديرين المعينين خلال المدة الفارطة عودة المبعدين إلى سالف نشاطهم لانتشال المؤسسة من الوضع الذي تتخبط فيه منذ عدة أشهر وحتى تستعيد إشعاعها المفقود. من جهته ندّد المنشّط جمال الخضراوي بالجحود الذي لقيه وزملاؤه إبّان الثورة التي عايشوا أحداثها على غرار بقية الشعب التونسي لكنه يضيف بسخرية واضحة: «من ولد ليزحف لن يستطيع الطير أبدا». وفي الانتظار تبقى الأجواء مشحونة ترافقها تساؤلات لم تزد المشهد إلا حيرة وحسرة على ما فات.