في زحمة ما تعيشه بلادنا من ارهاصات بعد ثورة14 جانفي المجيدة... تطلّ علينا الذكرى العشرون لرحيل أحد فرسان الاعلام المسموع: صالح جغام... هذا الاذاعي العصامي الذي نذر حياته للمستمعين من خلال برامج اختيارات تنمّ عن حس ابداعي مرهف فيه متعة وإضافة. عشرون سنة تمر اليوم الثلاثاء 22 فيفري على رحيل رجل آمن بأن الفعل الابداعي الجاد هو السبيل الوحيد الى الخلود... رجل لا يهدأ له بال ما لم يحمل أي برنامج يقدمه الجديد الذي ينفرد به... يخصّ به المستمعين... يكون في قمة السعادة عندما يقطع مع السائد والمألوف في برامجه... رجل يعيش ما يقدمه من برامج بكل أحاسيسه... انصهار كلّي الى حد الذوبان... رجل حوّل مكتبه الى محراب للانتاج المفيد الذي يحمل اضافة... فكان برنامج «ليالي عربية» محطة للتحاور مع أقطاب الفكر العربي والابداع الفني وكان «حقيبة المفاجآت» محطة مع النادر من الأغاني والتساجيل الفنية والثقافية والقراءات الشعرية... عاش حياته ثائرا... متمرّدا... رافضا للاملاءات منتقدا بشدة وبصراحة الى حد الجرح أداء زملائه في المهنة بدرجة أولى... انتقاد تم التعامل معه بايجابية في أكثر الاحيان... رجل في كل أغنية يثري أحد برامجه قصة وحكاية من ذاته... ومهجته... هكذا هو صالح جغام الذي لا زال في الذاكرة حيّا بصوته وغضبه وثورته... وفرحه الطفولي بعد كل برنامج يقدمه.