نشر الصحفي سمير الوافي على صفحته آخر لقاء جمعه مع المرحوم شكري بلعيد قبل وفاته بأربعة وعشرين ساعة جلست مع المرحوم شكري بلعيد في فندق الأكروبول في البحيرة لنتفق حول تسجيل حلقة في برنامج الصراحة راحة لكنه اقترح تأجيل ذلك أسبوعا على الأقل لانتظار جديد التحوير الحكومي المأمول بعد أن كان الموعد هو يوم السبت الفارط لقائنا دام حوالي ثلاثة ساعات تحدثنا خلالها عن الوضع وكان ألطف مما تصورت وعبر عن احترامه لحمادي الجبالي وعلي العريض واصفا الجبالي برجل الدولة الذي غلبه ضميره لكنه يعتبر الشيخ الغنوشي مشعل النار ورأس الفتنة في البلاد وذلك رأيه الحر وصرح ايضا انه يعرف جيدا انه مستحيل ان يصل الى السلطة مع حزبه لاسباب ايديولوجية وخارجية لكنه يريد الحرية بعد انتهاء لقائنا الذي كان شيقا واثارتني فيه وطنية هذا الرجل وعشقه لتونس على طريقته وبأسلوبه وقناعاته...خرجنا من الفندق وفي الباركينغ سألته عن مكان سيارته فقال انه لا يملك سيارة لكنه يتنقل مع صديق في سيارة وقد جاء فعلا لأخذه من امام الفندق حيث قال لي قبل صعوده للسيارة انه مهدد بالقتل ومستهدف ويتجنب التنقل وحده لكنه رفض طلب الحماية من الداخلية رغم ما وصله من تهديدات ولم يكن خائفا ولا مرتبكا ووعدني باسرار مثيرة ومعلومات هامة جدا وخطيرة يريد التصريح بها اذا سجلنا الحلقة و ختم حديثه قائلا "الاعمار بيد الله" ثم ركب السيارة واتفقنا على المهاتفة...و كانت نهاية رجل شجاع الله يرحمو...لطالما دافع قبل الثورة باخلاص وشجاعة ونزاهة وضمير عن حرية الذين حرضوا اليوم على قتله وكرهه واسكات صوته الحر...انه شهيد الحرية وضحية الحقد وسيظل حيا في ذاكرة التاريخ مهما اختلفنا معه ايديولوجيا
