ترأس وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي، اليوم الإربعاء بمقر الوزارة، مع نظيره الباكستاني خواجة محمد عسيف، أشغال الدورة التاسعة للجنة المشتركة التونسية الباكستانية، التي توجت بالتوقيع على أربع إتفاقيات ومذكرات تفاهم، تتعلق بالتعاون في مجالات الفلاحة والقضاء والمؤسسات الصغرى والمتوسطة. وأفاد الجهيناوي في تصريح إعلامي، في أعقاب أشغال اللجنة المشتركة، بأن اللقاء مثل فرصة مثمرة لدفع العلاقات الثنائية، قائلا في هذا الصدد، "إنها مناسبة للتأكيد على الإرادة المشتركة لتعزيز التعاون السياسي والإقتصادي في إطار الإمكانيات المتاحة، وإعطاء إنطلاقة جديدة للعلاقات بين تونس والباكستان"، مضيفا أن الإجتماع مكن من التطرق الى المسائل المتصلة بدعم الشراكة بين البلدين، لا سيما في المجال العلمي والثقافي والإقتصادي والتجاري. كما صرح بأنه تباحث ونظيره الباكستاني العديد من القضايا ذات الطابع الإقليمي والدولي، وفي مقدمتها الأزمة الليبية والجهود المبذولة من أجل إيجاد تسوية سياسية شاملة لهذه الأزمة بين مختلف الفرقاء الليبيين، ملاحظا وجود توافق في وجهات النظر مع نظيره الباكستاني في ما يتعلق بالأزمة في اليمن وسوريا وبالقضية الفلسطينية العادلة. أما بخصوص الإتفاقيات الممضاة، ذكر الجهيناوي أنها تتمثل في مذكرة تفاهم وتعاون في مجال الإدارة القضائية ومذكرة تفاهم بين البنك المركزي التونسي والبنك الوطني الباكستاني، بالإضافة الى التوقيع على مذكرتي تفاهم وتعاون أخريين في مجال المؤسسات الصغرى والمتوسطة وفي القطاع الفلاحي. كما أمضى الوزيران بالأحرف الأولى على إتفاق تجاري تفاضلي بين البلدين. من جهته، أعرب وزير الشؤون الخارجية الباكستاني، عن أمله في أن يتيح هذا الإجتماع مزيد تنشيط العلاقات التونسية الباكستانية، وأن يفضي إلى نتائج تصب في مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين، مؤكدا توافق وجهات النظر بين البلدين على مستويات عديدة بالنظر الى التحديات والصعوبات المماثلة التي يواجهانها. وقال في هذا الصدد "إن مكافحة المجموعات الإرهابية وهاجس التوصل الى تسوية سلمية للأزمات التي تعيشها عدة بلدان شقيقة، ومضاعفة الجهود من إجل إحلال السلام في المنطقة، تعد نقاط مشتركة بين البلدين". يشار إلى أن الإجتماع الأخير للجنة المشتركة التونسية الباكستانية، كان إنعقد في العاصمة الباكستانية إسلام أباد في سبتمبر 2012 ، بالتوازي مع الدورة الثانية عشرة للمشاورات السياسية برئاسة كاتبي الدولة للشؤون الخارجية بالبلدين. يذكر أن وزير الشؤون الخارجية الباكستاني خواجة محمد عسيف، يؤدي زيارة عمل إلى تونس من 13 إلى 15 فيفري 2018، بدعوة من نظيره التونسي، وهي الأولى لمسؤول باكستاني رفيع المستوى منذ الزيارة الرسمية التي أدّاها الرّئيس الباكستاني الأسبق "برويز مشرف" إلى تونس سنة 2003.