نابل 2 ديسمبر 2009 (وات) انطلقت يوم الاربعاء بمدينة نابل الايام العلمية السادسة عشر لمنظومة البحث العلمي الفلاحي التى تنتظم ببادرة من وزارة الفلاحة والموارد المائية. وتمثل هذه الايام التي تتواصل الى غاية يوم الخميس مناسبة لتقديم اهم مستجدات البحث واستشراف المجالات الجديدة للبحوث وتوظيفها خدمة لمتطلبات تنمية القطاع الفلاحى. وتم خلال الملتقى تقديم الخطة العشرية الثانية 2009-2018 حول منظومة البحث العلمي الفلاحي التي شرعت وزارة الفلاحة في تنفيذ الجزء الذى يخص الزراعات الكبرى فيها اثر قرار رئيس الدولة بارساء برامج ايلافية تخص الحبوب والبقوليات. واكد السيد عبد السلام منصور وزير الفلاحة والموارد المائية لدى اشرافه على افتتاح هذه التظاهرة ان هذه الخطة التى اذن رئيس الدولة باعدادها للفترة 2009-2018 والتى سيتم عرضها قريبا على انظار الحكومة ستشهد بالخصوص مزيد دعم البحوث فى الميادين المعنية بتحقيق الامن الغذائى المستديم والمحافظة على الموارد الطبيعية. كما سيتم اثراء البحوث بميادين رائدة مثل البيوتكنولوجيا وهندسة الموارد البيولوجية والبيئة وكذلك عدة مجالات كالفلاحة البيولوجية والصناعات الغذائية مع توظيف خاص لطاقات البحث فى ميادين حساسة مثل الصحة الحيوانية وحماية النباتات. وسيتم فى الاطار نفسه تركيز الاهتمام على موضوع جودة المنتجات ودراسة اختيارات وتطلعات المستهلكين لمزيد التحكم فى المسالك الفلاحية فضلا عن تبويب البحوث حسب 3 مجموعات من البرامج الوطنية التى تخص منظومات المواد الاساسية واستغلال الموارد والنهوض بالتصدير. كما ستدرج برامج وطنية متعلقة بالتغيرات المناخية وحماية الصحة الحيوانية وتحويل المنتوجات الفلاحية وتصنيعها والسياسات الفلاحية والجوانب الاقتصادية للقطاع وتطوير جودة المنتجات. وابرز من جهة اخرى ان التوجه نحو ارساء بحوث على النطاق الجهوى حسب اختصاصات الجهات سيتواصل تدعيمه لتعزيز البحث التنموى الجهوى فى السنوات القادمة حتى تكتمل شبكة المراكز البحثية الجهوية وتقوم بدورها فى تاهيل القطاع. واشار من جهة اخرى الى ان الرهان المطروح فى المرحلة الحالية من تحولات مناخية وعدم استقرار العوامل الطبيعية يتطلب تحقيق نقلة نوعية يقتضى تحقيقها تظافر جهود جميع المتدخلين فى المجال من بحث وتنمية ومهنة لرفع التحديات وتحقيق الامن الغذائى المستديم مع المحافظة على الموارد الطبيعية وعلى سلامة البيئة. واكد السيد عبد السلام منصور من جهة اخرى ضرورة تركيز الجهود على انجاح البرنامج الرئاسى الهادف الى تحقيق الاكتفاء الذاتى من مادة القمح الصلب خلال الخماسية القادمة والى تكثيف الجهود لمزيد تطوير الفلاحة المروية وتحديثها ولاسيما بالتركيز على المحاور التى تخص الرفع فى نسبة استغلال المناطق السقوية وتكثيفه والرفع من كفاءة شبكات الرى وتوظيف كل الموارد المائية التقليدية وغير التقليدية للتوسع فى المناطق السقوية فضلا عن تعميم الاقتصاد فى مياه الرى وتوجيهه حسب انماط الانتاج. واوصى باعطاء الاولوية للبحوث الخاصة بالبذور والمشاتل لما لهذا القطاع من دور فى دعم الاستقلالية تجاه الاسواق الخارجية مع امكانية انتاج اصناف تتلاءم مع مناخات تونس المحلية. وكانت الايام مناسبة كذلك لابراز ما حققته منظومة البحث العلمى الفلاحى فى اطار خطتها العشرية الاولى من نتائج هامة ومشجعة من ذلك ارساء شبكة متماسكة تضم موءسسة البحث والتعليم العالى الفلاحى و6 معاهد بحث وطنية و3 مراكز بحث جهوية ستتعزز بمركز رابع فى صدد التركيز فضلا عن 11 موءسسة تعليم عالى فلاحى و7 محاضن موءسسات و28 مخبر بحث و23 وحدة بحث. وتم التوصل فى اطار منظومة البحث الفلاحى الى عدة نتائج من ابرزها جرد الموارد الوراثية النباتية والموارد الوراثية الحيوانية من اجل المحافظة عليها واستغلالها فى برامج التحسين الوراثى والاحراز على 38 مستنبطا وانجاز دليل لمستجدات البحث الفلاحى يحتوى على 119 ورقة تقنية يمكن التعرف عليها بموقع واب موسسة البحث والتعليم العالى الفلاحى. وتم فى الاطار نفسه تسجيل عدة نتائج تتعلق بالحزم الفنية وتنمية الانتاج الفلاحى والبحرى وتقييم الموارد العلفية والموارد الاولية البديلة وضبط طرق استعمالها فى العلائق الغذائية لمختلف الحيوانات بالاضافة الى تقنيات ملائمة لتكثيف انتاج الزيتون وتطوير انتاج المشاتل وتوظيف مادة المرجين كسماد عضوى محسن للتربة وتطوير طرق الانتقاء الوراثى للابقار والاغنام. وتتواصل اعمال هذه الايام العلمية فى اطار سلسلة من الورشات العلمية المختصة التى سيتم فى اطارها تقديم نتائج البحوث التنموية فى اطار العقود المبرمة بين موسسة البحث والتعليم العالى الفلاحى والمجامع المهنية ومع ديوان تنمية الغابات والمراعى بالشمال الغربى بالاضافة الى تقديم نتائج البحوث فى ميادين حماية النباتات والصحة الحيوانية والبستنة والصناعات الغذائية والموارد الطبيعية بالاضافة الى الزراعات الكبرى وتربية الماشية والميكنة الفلاحية والاقتصاد الريفى والصيد البحرى وتربية الاحياء المائية.