المنستير 12 نوفمبر 2009 (وات) - اكد السيد عبد الوهاب عبد الله عضو الديوان السياسي للتجمع الدستورى الديمقراطي وزير الشؤون الخارجية لدى اشرافه مساء الاربعاء بالمنستير على ندوة فكرية نظمتها لجنة تنسيق التجمع بالجهة في اطار الاحتفال بذكرى التحول ان المبادرات والجهود التي ما انفكت تبذلها تونس على الساحة العالمية قائمة على مقاربة محورها الانسان. واوضح في مداخلة تحت عنوان "الابعاد القيمية والعملية لانحياز تونس الدائم للسلم والاستقرار والعدل في العالم" ان هذه المقاربة مثلت منذ تحول السابع من نوفمبر الذى انقذ تونس من الانهيار وارجع الثقة في النفوس المنطلق والغاية لسياسة الرئيس زين العابدين بن علي ومقاربة تونس التغيير التنموية التي مكنت البلاد من تحقيق مكاسب وانجازات شملت كل القطاعات والجهات والشرائح. وبين ان هذه المكاسب التي فرضت نفسها رغم المحاولات اليائسة لاقلية مشككة لا شان لها نالت تقدير واعتراف اكثر المحافل الدولية جدية وموضوعية وبوات تونس مراتب طلائعية على المستويات الافريقية والعربية والدولية وهو ما يمثل تاكيدا دوليا لصواب خيارات الرئيس زين العابدين بن علي في مجالات تحقيق التنمية المستديمة وارساء الديمقراطية وتكريس مبادىء حقوق الانسان في مفهومها الشامل. واضاف وزير الشؤون الخارجية ان تونس توفقت منذ التغيير بفضل خيارات رئيس الدولة الاستشرافية والمتبصرة الى رسم سياسة داخلية وخارجية عقلانية ومتوازنة مكنتها من التاقلم والانسجام مع جملة المتغيرات الاقليمية والدولية وحيازة موقع فاعل في الاستحقاقات المترتبة عن هذه المتغيرات كما ابرز سعي تونس الى مزيد ترسيخ مقومات الاندماج وتوثيق روابط التعاون والتكامل مع فضاءات انتمائها الاقليمية والدولية دعما لمناعتها وحفظا لمصالحها الحيوية وتعزيزا لقدراتها على الاضطلاع بدور متقدم في الساحة الدولية بالاسهام في توطيد اركان السلم العالمية وتقليص الهوة بين الدول الفقيرة والغنية واشاعة قيم التضامن والتازر والحوار. وبين عضو الديوان السياسي ان تخصيص الرئيس زين العابدين بن علي محورا للسياسة الخارجية ضمن برنامجه الانتخابي يعد تجسيدا لهذه التوجهات الرائدة مشيرا بالخصوص الى سعي سيادته الدؤوب لتعزيز البناء المغاربي كخيار استراتيجي وضرورة حتمية لكل شعوب المنطقة وتطلع تونس الى جعل الفضاء العربي فضاء أمن ونماء وانحيازها الدائم الى قضاياالعدل والحق وجهودها الرامية الى ايجاد حل عادل وشامل للنزاع العربي الاسرائيلي بما يكفل حماية الحقوق العربية وفي مقدمتها حق الشعب الفلسطيني الشقيق في اقامة دولته المستقلة والحصول على مطالبه الشرعية. واضاف ان من ثوابت سياسة تونس الخارجية تعزيز اندماجها في القارة الافريقية وتطوير مؤسسات الاتحاد الافريقي واثراء الروابط السياسية والاقتصادية والاجتماعية مع الفضاء الاوروبي الشريك الاقتصادى والتجارى الاول للبلاد مشيرا في هذا الصدد الى الاشواط الهامة التي قطعتها علاقات تونس مع هذا الفضاء الاقتصادى الهام. واكد وزير الشؤون الخارجية من جهة اخرى حرص تونس الدائم على دعم اطر التعاون الاوروبي المتوسطي وتعزيز الروابط بين ضفتي المتوسط لاسيما الحوار 5 زائد 5 والاتحاد من اجل المتوسط من اجل رفع التحديات المشتركة وتعزيز مقومات الاستقرار والسلم والتنمية المتضامنة بين كافة شعوب المنطقة. واوضح ان الديبلوماسية التونسية تسعى انطلاقا من التوجهات الرائدة للرئيس زين العابدين بن علي الى تنويع علاقات تونس واستكشاف فضاءات جديدة للتعاون والشراكة من خلال تمتين اواصر الصداقة مع دول القارتين الامريكية والاسيوية وتعزيز العمل متعدد الاطراف من اجل تكريس المبادىء النبيلة الواردة في ميثاق الاممالمتحدة والاسهام الفاعل في التاسيس لنمط جديد من العلاقات الدولية قوامها الشراكة المتكافئة والتنمية المتضامنة ومزيد اشاعة السلم في العالم اعتمادا على سمعة تونس كبلد معتدل يحترم كافة المواثيق الدولية وتربطه علاقات متميزة مع كافة الدول الشقيقة والصديقة. واكد في هذا الصدد ان مبادرات الرئيس زين العابدين بن علي الداعية الى انشاء صندوق عالمي للتضامن وتكثيف الجهود الدولية للحد من اثار الازمة الغذائية العالمية ومقاومة الفقر في العالم واعتماد مدونة سلوك لمكافحة الارهاب وتحقيق العدل والسلم والاستقرار في العالم هي محاور ثابتة لتحركات الديبلوماسية التونسية. وبين السيد عبدالوهاب عبدالله ان التنشئة على القيم الانسانية الخالدة هي الضامن لمستقبل امن ومشرق للبشرية مما يقتضي العمل على الاحاطة الدائمة بالشباب والانصات المتواصل لمشاغله وحمايته من كل اشكال الاقصاء والتهميش وتجنيبه مخاطر الانغلاق والتطرف مشيرا في هذا الصددالى دعوة الرئيس زين العابدين بن علي الى وضع سنة 2010 سنة دولية للشباب وعقد مؤتمر عالمي يحضره الشباب من كل انحاء العالم. وثمن ما عبر عنه المواطنون والاطارات الجهوية بالولاية من انخراط فاعل في الخيارات الحضارية للتغيير واستبشار بالنجاح المتميز للانتخابات الرئاسية والتشريعية التي مثلت محطة بارزة في تاريخ تونس الحديث على درب تكريس المسار الديمقراطي التعددى جدد فيها الشعب التونسي بكل فئاته وشرائحه تمسكه بالرئيس زين العابدين بن علي عبر ارادة حرة وصادقة. واشرف السيد عبدالوهاب عبدالله اثر ذلك بمقر لجنة تنسيق التجمع الدستورى الديمقراطي على حفل اختتام الاحتفالات الجهوية بالذكرى 22 للتحول حيث تولى رفقة الوالي توزيع الهدايا والجوائز على الفائزين في مختلف المسابقات الرياضية والفكرية التي انتظمت بمناسبة هذه الذكرى الوطنية.
