راس الجدير 3 ماي 2011 (وات)- يحافظ معبر راس الجدير الحدودي على استقراره أمنيا وعلى نفس وتيرة حركة العبور به التي تميزت خلال الفترة الأخيرة بارتفاع توافد الليبيين نحو التراب التونسي بأكثر من ألف شخص يوميا مقابل تراجع توافد الجنسيات الاخرى. وبعد التطورات الأخيرة التي شهدتها منطقة الذهيبة الحدودية، بدأ التخوف ينتاب العديد من متساكني منطقة بن قردان من حصول أحداث مشابهة قد تكون أكثر حدة نظرا لشساعة الحدود وتنوعها من صحراء وبحر، فيما استبعدت مصادر عسكرية رفيعة المستوى فرضية نشوب مواجهات في معبر راس الجدير بين الثوار الليبيين وكتائب القذافي التي تسيطر بالكامل على هذا المنفذ من الجانب الليبي. ورغم ذلك تبقى قوات الجيش الوطني على أهبة الاستعداد وفي يقظة تامة تحسبا لما قد يطرأ بعد هذا الهدوء الحذر على حد قول احد المسؤولين العسكريين. أما مخيم الشوشة، فقد تعرضت خيامه الى الاتلاف بنسبة40 بالمائة نتيجة سوء الاحوال الجوية وخاصة شدة الرياح التي هبت بالمنطقة منذ نهاية الاسبوع الماضي. وتتواصل عملية اعادة نصب عديد الخيام وازالة أخرى بهذا المخيم خاصة بعد تراجع عدد المقيمين به الذي وصل حتى اليوم الى 2852 لاجئا منهم 1353 صوماليا و480 ارتيريا يطلبون اللجوء السياسي باحدى الدول. وقد ساهم انخفاض الوافدين الجدد على معبر راس الجدير في تخفيف الضغط على المخيمات الا انه طرح من جهة اخرى اشكالا جديدا يتمثل في توجه المنظمات الدولية الناشطة بالحدود الى التخلي عن تشغيل عدد من الشبان من ابناء الجهة الذين نفذوا اليوم اعتصاما للتعبير عن استيائهم والمطالبة بمواصلة تشغيلهم. وتتواصل في هذا الاطار الجهود قصد التوصل الى حلول توافقية ترضي الطرفين على غرار العمل عبر أفواج. ومن جهة أخرى بدأ ترحيل اللاجئين من طالبي اللجوء السياسي باحدى الدول وذلك بترحيل 40 ارتيريا الاسبوع الماضي نحو كندا والولايات المتحدةالأمريكية وبرمجة ترحيل 4 ارتريين اخرين نحو ايطاليا في غضون الاسبوع الحالي، في حين تواصل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة النظر في ملفات بقية الجنسيات الطالبة للجوء ولاسيما الصوماليون والايفواريون وبقية الاريتريين. ومع ارتفاع درجات الحرارة، ينكب مختلف المتدخلين بالمنظومة الصحية بالمخيمات على مكافحة الحشرات السامة التي تتكاثر في فصل الصيف، من خلال تكثيف عمليات رش المبيدات بأطراف المخيمات.