تونس 24 فيفري 2010 (وات) اثارت المحاضرة التي القاها يوم الاربعاء الدكتور كمال عمران الاستاذ الجامعي ومدير عام اذاعة الزيتونة للقران الكريم بفضاء /بيت العرب/ بمركز تونس لجامعة الدول العربية بحضور السيد الشاذلي النفاتي الامين العام المساعد للجامعة رئيس مركز تونس عديد الاشكاليات المتعلقة بمسالة /حوار الحضارات في زمن العولمة/. واستند المحاضر في تقديمه للموضوع على مرجعية تاريخية قسم من خلالها العالم الى قديم وجديد وبين ان حوار الحضارات كان غائبا في العالم القديم باعتبار ان العلاقة بين البشر كانت عمودية ومرتكزة على مفهوم الهيمنة. واضاف ان الاستثناء في العالم القديم كان مع الديانة الاسلامية التي عملت على تكريس منطق مغاير بما ساعد على ارساء مبدا المشاركة والحوار مع الاخر. وفي حديثه عن العالم الجديد بين ان اول حوار للحضارات بين العرب والغرب تجسد سنة 1798 بدخول نابوليون بونابرت الى مصر حيث تمازجت الثقافة العربية بالغربية والتقى علماء الثقافتين في معهد بونابرت ومكتبة الاسكندرية في حوار اعتبره البعض غير متكافىء ويمثل صداما حضاريا. ومن هذا المنطلق اثار الاستاذ كمال عمران مسالة التكافوء في حوار الحضارات حيث اعتبر انه لا يمكن اقامة حوار ايجابي يستفيد منه الطرفان ما لم يكن ميزان القوى متكافئا بينهما مشددا على ضرورة ان تستند الامة الاسلامية الى موروثها الغني ليكون منطلقا لها لتطوير نفسها. وبين ان الحوار البناء في زمن العولمة يجب ان يستند الى ركائز جوهرية منها قبول فكرة /المغايرة/ اى حق الاخر في الاختلاف والتعرف على لغته وحضارته ودينه واحترامها. كما استشهد في حديثه بالمقاربة التونسية في التعامل مع العولمة التي تدعو الى ان ناخذ منها ما يضيف الينا ولا نستسلم لمغرياتها سلاحنا في ذلك التشبث بجذورنا وبهويتنا.