نابل (وات) - أدى رئيس الجمهورية المؤقت محمد المنصف المرزوقي صباح الجمعة زيارة إلى جهة الوطن القبلي استهلها بالإشراف بمقر ولاية نابل على اجتماع ضم الإطارات الجهوية وممثلين عن الأحزاب السياسية وعدد من مكونات المجتمع المدني والهياكل والمنظمات المهنية. وأكد رئيس الجمهورية في كلمته بالمناسبة ان تونس ستخرج من المرحلة الصعبة التي تعيشها حاليا اذا ما تحلى التونسيون حسب رأيه "بالصبر واستعادوا الثقة في المستقبل". ووصف المرزوقي مسار تونس ما بعد الانتخابات ب"الصحيح" قائلا "إننا على متن باخرة في بحر من التقلبات ولكن الباخرة تسير في الاتجاه الصحيح". وأضاف أن "عملية الانتقال السياسي "تسير بخطى ثابتة" معبرا عن ثقته في "ان مستقبل تونس سيكون مشرقا". وعرج رئيس الجمهورية المؤقت على ملف الإعلام فلاحظ انه يمر حاليا بما اسماه ب"مرحلة البحث على التوازنات" لافتا إلى وجوب أن يولي الإعلاميون ما ينجز من عمل وصفه "بالكبير" في مختلف الإدارات والهياكل، الاهتمام اللازم لتقديم رؤية تبعث على التفاؤل لدى التونسيين. ولدى تطرقه إلى الملفات الاقتصادية أفاد المرزوقي بأنه يعتقد ان "البيروقراطية هي اليوم أهم عائق أمام الاستثمار في تونس" ،مبرزا الحاجة إلى أن يكون للإدارة التونسية اليوم حسب رأيه "عقلية جديدة تقوم على المبادرة وعلى تسريع النظر في الملفات من اجل تسريع نسق الاستثمارات" والى التحلي بروح ثورية في كل مراكز القرار". وأشار إلى أن الحديث عن البيروقراطية لا يعني البتة المس من الإدارة التونسية بل انه نقد لممارسات وصفها ب"البالية" وقال إنه "لا يمكن ان تكون بأي حال من الأحوال عائقا أمام إعادة الحركية التنموية لتونس في ظل توفر الإرادة السياسية وبالنظر إلى ما عبر عنه أشقاء تونس واصدقاؤها من استعداد فعلي لمساعدة تونس على الخروج مما تردت إليه أوضاعها الاقتصادية من ركود". وبين رئيس الجمهورية أن السمعة الطيبة لتونس اليوم وما تحظى به من إعجاب وتقدير كبيرين يعد من وجهة نظره "مبعث فخر لكل التونسيين ورصيد حقيقي يمكن ان يكون منطلقا كبيرا للبناء". وبخصوص ملف التنمية بالجهات أوضح المرزوقي أن مشاكل الجهات متشابهة إلى حد كبير وان حلها لا يكون الا بحلول جماعية ،ملاحظا أن التشخيص الذي أنجز كشف أن عديد الجهات التونسية ولاسيما التي انطلقت منها الثورة، غنية بالثروات الباطنية الواجب تثمينها من اجل دفع مسيرة التنمية الجهوية مبرزا بالخصوص ضرورة توفير الأرضية الملائمة للعمل بهذه الجهات. وجدد في الإطار نفسه الدعوة إلى "بعث أقطاب جهوية للتنمية تجمع أكثر من ولاية من أجل إحكام توجيه الاستثمارات ودفع التنمية بمختلف مكوناتها معبرا عن قناعته بالحاجة إلى تنظيم الانتخابات البلدية باعتبار ان البناء لا يتم حسب رأيه "الا انطلاقا من القاعدة". وكان رئيس الجمهورية استمع قبل ذلك إلي تقرير مفصل حول أبرز الإشكاليات التي تعرفها جهة الوطن في مختلف الميادين الاقتصادية والاجتماعية قدمه والي نابل محمود جاء بالله . كما استمع إلى تدخلات العديد من الحاضرين التي تناولت مشاغل واهتمامات الجهة في سائر القطاعات.