تونس (وات)- انعقد يوم الاحد بالعاصمة لقاء وطني نظمه منتدى ابن ضياف للحوار الديمقراطي والمرصد العربي للاديان والحريات تحت شعار "المعرفة والحوار لبناء الوطن". ويأتي هذا اللقاء كمبادرة رمزية للتاكيد على اتفاق التونسيين على مبادئ وقيم موحدة تترجم تمسكهم بالوحدة الوطنية ودعمهم للمسار الديمقراطي. واوضح رئيس المرصد العربي للاديان والحريات محمد الحداد ان دعوة 50 شخصية وطنية من مختلف الاتجاهات والشرائح والاجيال والجهات للمشاركة في هذا اللقاء هدفه تشكيل نوع من العينة التمثيلية للمجتمع التونسي، تناقش القضايا الجدية المتعلقة بمستقبل البلاد وتحاول الوصول الى حلول وفاقية في المسائل المطروحة. واكد محمد الحداد ان مثل هذه المبادرات هامة باعتبار انها تفسح المجال، عبر الحوار البناء، لتقريب وجهات نظر التونسييين المختلفة وللتاكيد على وقوفهم صفا واحدا في ما يتعلق بنبذ العنف والتخفيف من التوتر والاحتقان والتمسك بالوحدة الوطنية. وطرح المشاركون في الحوار من سياسيين وجامعيين وباحثين وحقوقيين وممثلين عن المجتمع المدني العديد من التساؤلات حول مستقبل البلاد، في ظل ما تعيشه اليوم من احتقان ومن استفحال للخطابات البعيدة عن الواقع التونسي وعن الاهداف التى قامت من اجلها الثورة. وحذر المشاركون، في هذا الصدد، من خطورة تقلص مساحة الحوار والاستماع للاخر، ومن تدهور السلوك المدني، مؤكدين على ضرورة اشاعة ثقافة التسامح ونبذ العنف بكل اشكاله واعتماد الاساليب المتحضرة سواء في التعامل مع المختلفين في الراي او في الاحتجاج وابلاغ المطالب. كما اشار متدخلون اخرون الى خطورة ما اسموه "المخطط الهادف الى القضاء على نمط المجتمع التونسي" والذي يتمثل بالخصوص في اعتماد ثقافات وانماط سلوكية غريبة عن واقع البلاد. وعزى المتدخلون مثل هذه السلوكيات والافكار بالاساس الى غياب الوعي والمعرفة بسبب تدهور "الثقافة العالمة" مقابل انتشار "الثقافة الشعبوية". ودعا المشاركون كل الاطراف السياسية والاجتماعية والثقافية الى المبادرة بالتخفيف من التوتر والاحتقان والى توعية فئات المجتمع بمقتضيات المرحلة وخاصة فئة الشباب الذي قالوا انه " يعاني من التهميش على كافة الاصعدة". يذكر ان هذا اللقاء الوطني ينتظم بمساهمة مؤسسة كونراد اديناور.