مشاركة اليمين المتطرف في "المسيرة الجمهورية" التي دعت إليها أحزاب اليسار الأحد، للمطالبة بالوحدة الوطنية والتنديد بالهجوم الدامي الذي استهدف أسبوعية "شارلي إيبدو" الساخرة، يقسم الطبقة السياسية الفرنسية، بين مؤيد يعتبر أن هذا التجمع سيكون موعدا جمهوريا يجمع كافة طبقات المجتمع الفرنسي، ومعارض يعتبر المواقف المتطرفة المعادية للمسلمين التي يتبناها اليمين المتطرف يمكنها أن تأجج الصراع بين الفرنسيين. هل ستشارك الجبهة الوطنية المتطرفة في المسيرة الكبيرة "المسيرة الجمهورية" ليوم الأحد؟ هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه اليوم على الساحة السياسية في فرنسا بين مؤيد ومعارض. هذه المسيرة التي دعا إليها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وأحزاب اليسار الحاكم من أجل المطالبة بوحدة المجتمع الفرنسي والتنديد بالهجوم الدامي الذي استهدف أسبوعية "شارلي إيبدو" الساخرة، وأودى بحياة 12 شخصا، ستشارك فيها جميع أحزاب اليسار واليمين باستثناء الجبهة الوطنية بزعامة مارين لوبان التي لم توجه إليها الدعوة لحد الآن. ونددت الجبهة الوطنية التي حققت انتصارات انتخابية السنة الماضية وباتت تعتبر الأوفر حظا للتفوق على الأغلبية الاشتراكية الحاكمة، والمعارضة اليمينية في الانتخابات الرئاسية سنة 2017، بفرضية إقصائها من "الوحدة الوطنية" التي من المفروض أن تجمع جميع الأطياف السياسية في المجتمع الفرنسي. مسيرة جميع الفرنسيين ومباشرة بعد الهجوم الذي نفذ وسط هتاف "الله أكبر" وأسفر الأربعاء عن سقوط 12 قتيلا و11 جريحا، وقف الرئيس الذي تدنت شعبيته كثيرا في سياق أزمة سياسية ونسبة بطالة مرتفعة، في الصف الأول داعيا من مكان الهجوم الأخطر في فرنسا منذ عقود، إلى "الوحدة الوطنية" قبل إعلان يوم حداد وطني الخميس. ويواجه الرئيس الذي عقد عدة اجتماعات أزمة مع وزراء الداخلية والدفاع والعدل والخارجية وقادة أجهزة الشرطة والدرك والاستخبارات، أزمة اعتبرتها بعض الصحف مثل لوباريزيان ولوموند بمثابة "11 أيلول/سبتمبر". وتطرق الرئيس السابق نيكولا ساركوزي تاركا الخلافات الحزبية جانبا، إلى ضرورة تحسين نظام مكافحة الخطر الإرهابي في فرنسا مؤكدا أن الأمر لا يتعلق "بمعارضة اليمين واليسار بل بحماية الفرنسيين". ودعا هولاند قادة سياسيين آخرين، أحزابهم ممثلة في البرلمان على أن يستقبل الجمعة أبرز قادة الأحزاب السياسية التي ليس لديها كتلة برلمانية لا سيما زعيمة اليمين المتطرف الجبهة الوطنية مارين لوبان والوسطي فرانسوا بايرو ورئيس حزب اليسار الراديكالي جان لوك ميلنشون. كذلك دعت أحزاب يسارية إلى الوحدة الوطنية وتنظيم "مسيرة جمهورية" الأحد في باريس. وردا على دعوة رئيس الوزراء مانويل فالس حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية للمشاركة فيها قال ساركوزي إنه سيشارك إذا "توافرت فيها الشروط"، مشيرا إلى ضرورة توفير أجواء "من الخشوع والوفاق". وقالت مارين لوبان التي يدعو حزبها إلى مكافحة الهجرة "انتظر أن يرن جرس هاتفي وأن يدعوني رئيس الوزراء بطبيعة الحال بصفتي ممثلة حزب نال 25% من الأصوات في آخر انتخابات للمشاركة في تظاهرة الوحدة والوطنية". وذكرت مارين لوبان الخميس برغبتها إذا فازت بالانتخابات الرئاسية في تنظيم "استفتاء حول حكم الإعدام" منتقدة "ضعف الاستخبارات". واعتبر أبوها جان ماري لوبان الأربعاء أن الجبهة الوطنية "أقصيت ضمنا ممن أطلقوا عليه اسم الوحدة الجمهورية".