اختارت إدارة المهرجان أن تنتظم الدورة الثالثة منه تحت شعار "حقوق الأرض" اعتبارا إلى المخاطر التي باتت تحدق بالبيئة وتهدد الحياة على كرتنا الأرضية لذلك توجهت العناية إلى جعل الحجارة منطلقا للورشات المسرحية. فالحجارة أقرب ما تكون إلى الطبيعة والنقاء وهي مازالت صامدة في وجه السموم التي تخنق الكون. ينتظم المهرجان هذه السنة على مرحلتين الأولى مثلت دورة الورشات التي ابتكر فيها التلاميذ بتوجيه من أساتذتهم مشاهد ونصوصا وطوروها شيئا فشيئا ثم تدربوا عليها طيلة المدة المنقضية ليقدموها في المرحلة الثانية من المهرجان وهي دورة العروض التي تخصص لعرض هذه الأعمال بعد أن اكتملت. والمميز في هذه الدورة أن منطلقها (26 أكتوبر) وخاتمتها (23 ديسمبر ) يرتبطان بعرس الديمقراطية في تونس وهي تجري انتخاباتها التشريعية والرئاسية وتستعد لبناء الجمهورية الثانية. ضيوف المهرجان يأتون هذه السنة من فرنسا وتشيكيا وسلوفينيا ومقدونيا، يأتون من أوطانهم مؤمنين بأن تونس التي حذروهم من السفر إليها مازالت كما كانت جميلة، يأتون لأنهم يعرفون أننا سنفتح لهم قلوبنا قبل أن نفتح لهم بيوتنا، يأتون ليواكبوا عن كثب الانتقال الديمقراطي، يأتون لتدغدغ رائحة الياسمين أنوفهم بعد أن حدثوهم طويلا في نشرات الأخبار عن ثورة الياسمين وثورة الربيع العربي، يأتون ليعيشوا بين عائلات صفاقسية ومع شباب تونسي كانت له الريادة في الثورة على الظلم، يأتون ليثوروا معا هذه المرة على العابثين بالأرض وينادوا جميعا بحقوقها… يأتون ليجدوا في كل منطقة من تونس الحبيبة أعمدة وأحجارا، حصونا وأبراجا، أسوارا وقصورا تعبق بأريج الحضارة وتفوح بأصالة التاريخ. في هذه الدورة أنصتنا إلى الحجارة تنادينا فلبينا دعوتها واخترنا أن نلعب مع ضيوفنا في معالم تدفعهم إلى أن يستطلعوا إليها بشغف وينظروا بعيون تمتلئ إعجابا لذلك قررنا أن نحملهم إلى "البرج" العربي، إلى بيوت آبائنا وأجدادنا ونحن نسير بين أشيائهم البسيطة ستتردد في آذاننا أصواتهم، وسنسير بهم في أزقة المدينة العتيقة بأسوارها الشامخة ونتوقف لنلعب بفندق الحدادين، وقد طرنا في دورة الورشات إلى برج مصطفى غازي بجربة حيث تعانق الحجارة الماء فتسمع هدير أمواج البحر وتستعيد صورا من الماضي المجيد، ولن نفوت عليهم فرصة الذهاب إلى قصر الجم وإلى عاصمة الفاطميين المهدية حيث نقيم قرية المسرح ولن يغادروا تونس قبل زيارة أطلال قرطاج حيث المسارح الرومانية تتحدى صولة الزمن. مديرة المهرجان : منى الجموسي المنظمون : الأساتذة -عارف المغربي /فايز النيفر/سفيان الطريقي / إيناس بن حسين /سليم الجموسي