أضواء ساطعة مبهرة مبهجة انبثقت من قلب" شط القراقنة" بصفاقس مساء الجمعة 25 جويلية 2014 ، لتنير سماءه و تؤنس وحدته و تزيل وحشته و تلغي عزلته و تفك أسره. أضواء انعكست على صفحة مياه الكورنيش، لتحولها الى لوحة فنية بانورامية أخاذة تتراقص على انغام موسيقى ملأت الفضاء ،على اتساعه، و حطمت صمته الأزلي، قبل أن تتراجع تاركة المجال لصوت مسجل وكأنه صوت المدينة ينبعث من أعماقها، يروي على مسامع جمع غفير من الصفاقسية جاؤوا ليشاهدوا هذا العرض المدهش و الغير مسبوق، تاريخ مدينتهم العتيدة، منذ تأسيسها وصولا الى يوم الناس هذا مرورا بأبرز المحطات التاريخية. رواية تاريخية، جاءت لتعزز روح الانتماء لمدينة لم تنل منها نوائب الدهر، بل عززت لديها قيم الصمود و البذل و العطاء. لم تكن هناك من مناسبة لتنظيم مثل هذا العرض الضخم في مدينة اعتاد أبناؤها أن يفعلوا كل شيء بمفردهم و الكف عن انتظار ما لا يأتي أو تصديق وعود زائفة كاذبة لم يتورع أصحابها في الاستهزاء بمدينة تعمل ليلا نهارا، صباحا مساء و يوم الأحد، و لعل هذا هو ذنبها الوحيد، دون غلق للطرقات أو احراق للعجلات. . هذا العرض الموسيقي الضوئي، هو في حد ذاته مناسبة أخرى لتعي السلطة أن ابناء مدينة صفاقس لن يتورعوا في تذكيرها كلما نست أو تناست حق صفاقس في التنمية ، في بنية تحتية متطورة و طرقات لائقة و مشاريع رياضية و سياحية و ترفيهية في قيمة تطلعات أبنائها . عرض صوت و أضواء مناسبة أخرى للتأكيد أن شباب صفاقس لا تنقصهم الحيلة في تقديم الحل لمن لا حيلة له، فهاهو شط القراقنة المتسخ دائما و المهمل بعناية فائقة و قد غدا مصبا للفضلات و مرتعا للكلوشارات، قد أصبح في ليلة حالمة و بعزيمة صادقة، أيقونة ساحرة صالحت في لحظات آسرة المكان مع مرتاديه، عساه أن يكون يوما ما متنفسا سياحيا رائقا و هذا هو الهدف الرئيسي من هذه التظاهرة. عرض صوت و أضواء هو من تنظيم جمعية صفاقس المزيانة و التي يحلم القائمون عليها و من ورائهم كل الصفاقسية في أن يروا مدينتهم نظيفة جميلة متطورة و برشة مزيانة …فهل من مجيب؟؟