أدى رئيس الجمهورية المؤقت، محمد المنصف المرزوقي، صباح الخميس، زيارة تفقد إلى ثكنة وحدات التدخل ببوشوشة، ثم إلى ثكنة الحرس الوطني بالعوينة، حيث تولى رفقة رئيس الحكومة المؤقت، المهدي جمعة، تكريم الضباط وضباط الصف من مختلف الوحدات المشاركة في عملية رواد الأخيرة، وفق ما أفاد به بلاغان إعلاميان عن رئاستي الجمهورية والحكومة. واستعرض رئيس الجمهورية، الذي كان مرفوقا بوزير الداخلية، لطفي بن جدو، والوزير المعتمد لدى وزير الداخلية المكلف بالأمن، رضا صفر، بثكنة وحدات التدخل ببوشوشة تشكيلات من فرق التدخل والفرق الخاصة لوحدات التدخل أدت له التحية. واعتبر رئيس الجمهورية في كلمة توجه بها إلى قوات الأمن الداخلي، أن عمليتي اغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، "كانتا تهدفان إلى زعزعة أمن الوطن، وبث الفوضى في صفوف التونسيين، وهي نفس الأهداف التي سعى إليها من يقفون وراء عملية رواد، بالإضافة إلى سعيهم إلى منع التونسيين من الاحتفال بدستورهم الجديد". وقال المرزوقي إنه "أمكن إفشال هذا المخطط بفضل أبناء تونس البواسل من أمنيين وأعوان حرس"، مشددا على أن "تونس انتصرت في معركتها ضد الارهاب، بفضل يقظة أعوان الأمن والحرس والجيش الوطني الذين أحبطوا كل محاولات بث الفوضى في البلاد". لكنه استدرك بالقول "مازال أمام المجموعة الوطنية الكثير من الأخطار، لأن أعداء تونس لن يسلموا ولن يسمحوا لها بإرساء الدولة الديمقراطية المدنية المتحضرة، وسيسعون لضرب وحدة الشعب بكل الوسائل لإفشال المسار وضرب الثورة". وقال متوجها إلى العناصر الأمنية "إن كل التونسيين يقفون وراءكم ويقدرون تضحياتكم، ويعتزون بكم"، معلنا عن إقرار يوم 6 فيفري من كل سنة يوما وطنيا لمحاربة الارهاب والعنف السياسي. وتعرف رئيس الجمهورية خلال هذه الزيارة إلى ثكنة بوشوشة على حيثيات عملية القضاء على المجموعة الإرهابية يوم الثلاثاء بجهة رواد، والتي ساهمت فيها عديد الوحدات الامنية وفرق من الحرس الوطني والأمن الرئاسي وحماية الشخصيات الرسمية المختصة في مكافحة الإرهاب. ولدى تحوله إلى ثكنة الحرس الوطني بالعوينة، حيث اطمأن على سلامة العونين المصابين في أحداث رواد، تابع رئيس الجمهورية رفقة رئيس الحكومة، عرضا قدمته فرق من قوات الحرس الوطني. وأكد مهدي جمعة في كلمة له بثكنة العوينة، حسب ما جاء في بلاغ لرئاسة الحكومة، أنه "لا مكان للإرهاب في تونس"، مجددا "حرص وتصميم الدولة وكل أجهزتها على القضاء على هذه الظاهرة، وعلى مشروعها الرامي إلى تغيير النمط المجتمعي". ودعا إلى "اليقظة الدائمة" لأن الإرهاب، حسب تعبيره، "قادر على التجدد"، معتبرا أن "عملية رواد ليست إلا معركة من معارك تونس ضد أوكار الإرهاب". وعقب الترحم على روح شهيد الحرس الوطني، عاطف الجبري، وعلى كل الشهداء من الأمنيين والعسكريين والسياسيين والمدنيين الذين استشهدوا في الحرب ضد الإرهاب، أكد المهدي جمعة أن "القضاء على ظاهرة الإرهاب، سيكون بفضل العقيدة الأمنية والعسكرية القائمة على نقل الرعب إلى الإرهابيين"، مبينا أن "العزم على مقاومة الإرهاب، هو الذي سيقنع الإرهابيين بأنه لا أمل لهم في النجاح في تونس".