يبدو أن برنامج تركيز التماثيل في الحزام الدائري لمدينة صفاقس متواصل بعد انطلاق الأشغال لتركيز تمثال المرحوم الهادي شاكر المبرمج ليوم 18 جانفي 2018 ورغم الاحتجاجات التي رافقت تنصيب تمثال بورقيبة من قبل الاهالي إلا أن هذا لم يكن له جدوى في حث النيابة الخصوصية على مراجعة موقفها خاصة وان القرار الذي أتخذ بتاريخ 10 أوت 2017 من قبلها في برنامج تجميل المدينة لا يشمل تماثيل الحبيب بورقيبة ولا الهادي شاكر ولا مجيدة بوليلة .. من المؤكد ان تركيز تمثال مجيدة بوليلة سيكون في مفترق طريق قرمدة وشارع مجيدة بوليلة وهنا ارى أنه من الضروري ان نذكرك بنقطتين في غاية من الاهمية : اولهما انكم ستضطرون سيّدي الى قلع شجرة الزيتون الموجودة في وسط المفترق لتركيز التمثال وهذا طبعا يخضع الى قانون وموافقة من قبل السلطة المعنية وأكيد هذا لا يمثل عائقا لديكم بحكم نفوذكم بالجهة فانتم في نفس الوقت رئيس نيابة بلدية صفاقس الكبرى وكاتب عام ولايتها وخوفي من ان تغفل انكم ستمسون بأكبر وأعظم رمز للجهة عبر العصور وهي شجرة الزيتون تلك الشجرة المباركة التي تجمع بين التاريخ والحاضر والمستقبل فهي من العهد الروماني وبفضلها احتلت تونس المرتبة الاولى عالميا في انتاج زيت الزيتون منذ سنتين وهي مستقبل أبناء الجهة وأكيد ان عملية اقتلاعها سيحز الكثير في نفس أبنائها . ثانيا لو سلمنا بحرصكم على تكريم رموز الجهة وتخليد ذكراهم رغم ان ما انتجه عملكم الفوضوي هو بمثابة التقزيم وليس التكريم يتبين لنا جليا انكم تجهلون تماما تاريخ المدينة وكان لزاما عليكم استشارة اهل الذكر وهم كثر في الجهة, فتلك المنطقة التي ستسعون الى تركيز تمثال للمرحومة مجيدة بوليلة وهي المناضلة ورئيسة شعبة دستورية سابقا قد سبقها تاريخ عريق ومجيد فهي تسمّى الناصرية نسبة الى محمد الناصر من العهد الموحدي الذي خلّص تونس من احتلال ابناء الميورقي وكاداو سنة 599 ه الذين عاثوا فسادا بصفاقس وأهلها مما أجبر واليها عبد الرحمان الفرياني ابن الشيخ عمر الفرياني على الاستقالة وعند مرره بصفاقس التي كانت تسمّى" بقرعة العطش" لنقص الماء فيها قرّر بناء 366 ماجل في تلك المنطقة التي يوجد بها حاليا المعهدين وكانت خدمة كبيرة وجليلة قدمها هذا الرجل لصفاقس وأهلها وكان عليهم أن يخلّدوا اسمه لأن بناء المواجل اصبح عادة معروفة عند الصفاقسية قائمة الى الآن حتى في البناءات العصرية ثم صارت بمثابة السقاية ليرتفع عدد المواجل الى قرابة ثمانمائة ماجل ولو بحثتم في الذاكرة الشعبية لهذه المواجل لوجدت اثرا قيما يتداوله كبارنا في شكل الغاز على غرار " سلتك على أنثى زمية … من حياة الجد …ترضع في ثلاثمائة وستة وستين ولد " لذا سيدي ندعوكم بكل لطف الى وقف هذا التمشّي الخاطئ ولتنظروا الى ما هو أهم وأنفع في هذه الفترة القصيرة المتبقية لكم من عمر نيابتكم الموقرة بعد تحديد موعد الانتخابات..