تعيش هذه الأيام مناطق عديدة في تونس تداعيات ازمة المهاجرين غير النظاميين وتزايد عددهم يوما بعد اخر ..وخاصة في معتمديتي جبنيانة والعامرة من ولاية صفاقس .. لن نتولى تحليل الاسباب العميقة والحلول المقترحة ..الخ امام موجات العنصرية والدعوات لطرد هؤلاء المهاجرين ومزاعم الاستيطان ونظريات المؤامرة ..نطرح الاسئلة التالية : * من المسؤول عن نقلهم من وسط مدينة صفاقس الى معتمديتي جبنيانة والعامرة خلال الصائفة الماضية .؟؟؟ اليست الدولة التي لا تملك اي حل للمشكل سوى الحل الامني ونقلهم من مكان الى اخر ..؟؟؟ * من يدعو اليوم الى طردهم بل ويحرض على مقاومتهم باعتبارهم استعمارا استيطانيا على ارض تونس ..هل يدرك ما يقول ..؟؟؟ * لو وضعتم عشرات الآلاف من جنسيات أخرى فرنسية أو أمريكية دون توفير الحد الأدنى مما يضمن كرامة البشر من مأكل ومشرب ومأوى هل سيكون الأمر مختلفا عما يحدث الآن من عنف متبادل مع السكان أو مع مظاهر مزرية ..؟؟؟ * إلى الذين حركتهم النعرة الوطنية إزاء ضحايا الفقر والإتجار بالبشر ..ماذا ستقولون عن تصريحات ومواقف أحزاب اليمين المتطرف في ايطاليا وفرنسا وبقية أوروبا عن أبنائكم التونسيين الذين يتوافدون عليهم يوميا بالآلاف الى لامبيدوزا وغيرها من المدن الاوروبية ويتم نعتهم بأبشع النعوت ... * إلى متى ستواصل دولتكم في التمويه على شعبها في زعم عدم القيام بدور الحارس لحدود اوروبا وهي التي تتبجح اجهزتها الامنية بتحقيق انتصارات يومية في منع جحافل المهاجرين من المغادرة بحرا نحو اوروبا ..؟؟؟؟؟ *ماذا تريدون من منظمات حقوق الانسان ..هل المطلوب تزكية خطاب الكراهية والاصطفاف مع أنصار الصفحات التي تدعو اليوم لتكوين ميلشيات لطرد المهاجرين ..وربما المطالبة بسحلهم بالشوارع ..؟؟؟ تلك هي بعض اسئلة حارقة لا مناص من الاجابة عنها بكل نزاهة وبعيدا عن حالة التشنج الشعبوي الذي يتمدد يوما بعد يوم .. والأخطر انه اصبح خطابا معلنا من النخبة ... * منذ جويلية الماضي عقدت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ندوة صحفية بصفاقس وطرحت مقترحات من اهمها نكوبن خلية أزمة تضم مختلف مصالح الدولة المعنية بالموضوع صحية وأمنية واجتماعية مع بقية مكونات المجتمع المدني لرسم خطة تشاركية قصد حل الأزمة من منظور حقوقي ووطني ..ماذا كان تفاعل الأجهزة الرسمية ؟؟؟؟
