لا يزال التصريح الذي أدلى به رئيس لجنة أحباء النجم الرياضي الساحلي قيس عاشور لفائدة إذاعة موزاييك يوم 30 أفريل الماضي والذي تحدث خلاله عن الانتماء السياسي لفريق جوهرة الساحل يشغل الكثيرين في الساحة الرياضية.. قيس عاشور تحدث عن تردي علاقة مسؤولي الفريق بنقابة فوج حفظ النظام بسوسة فاعتبر أن الأمر تقف وراءه حسابات سياسية باعتبار أن الوجه السياسي لليتوال واضح للجميع وجاء في كلامه "إنّ رئيس الجمعية رضا شرف الدين نائب شعب وهو قيادي في حزب نداء تونس بمعنى أنّ الانتماء السياسي للفريق واضح، ما أدى إلى خروج المعركة من الإطار الرياضي إلى إطار سياسي"؟ ولئن توجس الكثيرون من تصريح قيس عاشور حول الانتماء السياسي للنجم الساحلي إلا أن الأغلبية لم تمنحه حق قدره باعتباره حديثا صادرا عن مسؤول من الصف الثاني أو الثالث أي من الذين لا تأثير لهم في صناعة القرار بالفريق ولكن ما جاء على لسان جلال كريفة ليلة أمس على شاشة الحوار التونسي وهو نائب الرئيس كان بالفعل حديثا خطيرا بكافة المقاييس؟ كريفة تحدث عن تغير موازين القوى في إشارات سياسية فهمها رياض بنور الوزير دون حقيبة في الترجي الرياضي وأصر على طلب تفسيرات بشأنها خصوصا أن المعنى كان واضحا وهو التلميح دون تصريح لحقبة سليم شيبوب التي ولت اليوم بصعود أسهم جهة الساحل وتصدر بعض لاعبيها للمشهد السياسي لما بعد الثورة.. ولم يكتف كريفة بالإشارات السياسية بل مر إلى أكثر من ذلك حيث تمادى في نرجسيته لدى حديثه إلى رئيس الملعب التونسي غازي بن تونس ليؤكد أن ليتوال نجح في اختراق "المنظومة" عارضا عليه دروسا خصوصية اثر نهاية البرنامج؟ مرور جلال كريفة ليلة أمس ازدراه الجمهور الرياضي وأيضا أحباء النجم الرياضي الساحلي بما أنه ألبس الحق باطلا وقدم صورة كارثية عن الفريق ولكن أيضا ورطه من حيث لا يعلم في تأكيدات لما تتهامس به الشفاه في الساحة الرياضية.. النجم الساحلي كان الفريق الأفضل في الموسمين الأخيرين ومستواه يتجاوز بقية الكبار.. هذا معطى لا يمكن إلا للمتعصب أن لا يقر به ولكن جاءت تصريحات كريفة لتؤكد أن الفريق سلك دروبا أخرى بالتوازي مع الاستحقاق الكروي هي السياسة والتطبيع مع ما كان اسمها في الموسم الماضي "منظومة الفساد".. وصفة النجاح التي طورها النجم الرياضي الساحلي بحسب الدكتور جلال كريفة قامت على التوليف بين الفاعل السياسي و"الفساد الرياضي" (سابقا) وهي خلاصة كان لغازي بن تونس الفطنة لاستنكارها ونبذها وسط إصرار وإلحاح على تمريرها من صاحبها على البلاتوه.. وفي الحقيقة فإن ما قاله كريفة لا يبدو غريبا خصوصا حينما ننزله في سياق تصريحات الموسم الماضي والدعوات التي أطلقت لرئيس الجمهورية باجي قايد السبسي للتدخل لفائدة ليتوال لرد جميل "دعمه ومساندته وحزبه نداء تونس في الانتخابات التشريعية والرئاسية".. وبالمحصلة فإن الحديث عن دعم نداء تونس للنجم ووقوف حركة النهضة خلف رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم وديع الجريء لا يمكن إلا أن يخلف حصادا كرويا لا يختلف كثيرا عن الواقع الاقتصادي المتردي والساحة السياسية المتعفنة في بلاد تحالف الجميع لترزح تحت خط الفساد أو الوجه الآخر للاستبداد..
