تركت الانتخابات التشريعية التونسية التي أجريت الاحد الفارط 26 أكتوبر 2014، العديد من الانطباعات الإيجابية لدى المنظمات الدولية والحكومات الأجنبية وحتى رؤساء الدول العريقة في الديمقراطية، شأنها شأن الاعلان عن دستور الجمهورية الثانية يوم 27 جانفي 2014. وفي هذا الإطار، كان رئيس الولاياتالمتحدةالامريكية باراك أوباما أول المهنئين للشعب التونسي بالانتخابات التي وصفها ب"الديمقراطية"، وانضم إليه في التهنئة وزير خارجية بلاده جون كيري الذي قال ان هذا الانجاز الهام في عملية انتقال تونس الى الديمقراطية هو مثال يوضح لماذا تظل تونس منارة ً للأمل ليس للشعب التونسي فحسب، بل للمنطقة و العالم. واعتبر رئيس مجلس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي أن الانتخابات التشريعية التي جرت، في أجواء " مثالية"، بعثت برسالة أمل وثقة إلى كامل المنطقة المتوسطية، معربا عن ارتياحه للروح الديمقراطية التي طبعت كامل عملية الاقتراع، كما بين أن ايطاليا تابعت هذه الانتخابات بابتهاج عميق، وأضاف أن التونسيين، وبعد مصادقتهم على الدستور الجديد في بداية السنة الجارية، قد أظهروا مرة أخرى إرادة صلبة في تقرير مصيرهم بأنفسهم. من جهته هنأ وزير الخارجية الكندي جون بيرد التونسيين، بمناسبة إجراء الانتخابات التشريعية، التي وصفها ب"التاريخية"، قائلا إن "كندا تهنئ الشعب التونسي بتنظيم الانتخابات التشريعية التاريخية.. لقد أثبت التونسيون التزامهم ومثابرتهم طيلة مسار انتقال بلادهم نحو الديمقراطية.. لقد مارسوا حقهم الديمقراطي في الانتخاب، في إطار انتخابات حرة ونزيهة"، وجدد بيرد تأكيده على أن تونس شريك على عديد المستويات، خاصة في المجالات الاقتصادية والدبلوماسية والأمن والتعليم. كما هنأت الحكومة البرتغالية السلطات والشعب التونسيين على "الأسلوب المدني" الذي جرت به الانتخابات التشريعية في تونس، معتبرة أن هذه الانتخابات تترجم الالتزام والحرص على تدعيم مسار بناء المجتمع الديمقراطي ودولة القانون الذي كان انطلق سنة 2011، وجددت الأمل في توطيد العلاقات الممتازة بين البلدين والتزامها بدفع التعاون في شتى المجالات بما يخدم المصلحة المشتركة. الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون هنأ هو الآخر تونس على إجراء الانتخابات التشريعية واصفا إياها بأنها "خطوة حاسمة من أجل مستقبل البلاد "، وقال عنها إنها "حجر زاوية في عملية التحول الديمقراطي"، مضيفا أن هذه الخطوة "لئن تأتي بأمل كبير، إلا أنه ما تزال هناك العديد من المهام الضرورية أمام الحكومة القادمة". اما وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس فقد اعرب عن سرور بلاده بحسن سير العملية الانتخابية في تونس، قائلا: لقد حقق التونسيون تقدما تاريخيا بتأكيد تمسكهم بالديمقراطية.. انهم يثبتون ان الديمقراطية ممكنة في كل القارات وفي كل الثقافات". فيما اعرب الناطق الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية عبد العزيز بن علي الشريف عن ارتياح بلاده للسير الجيد للانتخابات التشريعية في تونس التي قال إنها جرت في ظروف سادها الهدوء، مضيفا ان هذا النجاح الجديد لم يكن ليتحقق لولا حكمة وعزيمة القوى السياسية، وشدد على ان الجزائر ملتزمة بمواصلة تقديم دعمها التام لتونس "التي انتهجت بعزم طريق الاستقرار والرفاه".