يبدو ان هناك مساع لاعادة احياء مبادرة الاتّحاد من أجل تونس التي اطلقها مؤسس نداء تونس والرئيس الراحل الباجي قائد السبسي في 2013، والذي ضم حينها كلا من نداء تونس والحزب الجمهوري والمسار الديمقراطي الاجتماعي والحزب الاشتراكي وحزب العمل الوطني الديمقراطي. محاولة اطلقها الرئيس السبسي بعد توتر الاوضاع السياسية في البلاد ومثلت مسعى منه لتجميع القوى التقدمية المشتتة، مقترح قديم قد يتجدد هذه الايام، لكن بمبادرة من رئيسة حزب الامل سلمى اللومي، ففي إطار تقريب وجهات النظر وتنسيق المواقف انتظم يوم امس الاثنين غرة مارس 2021 لقاء تشاوري بين مجموعة من الأحزاب(حزب الأمل، مشروع تونس، آفاق، البديل، الرّاية الوطنيّة، الائتلاف الوطني، الحزب الوطنيّ التونسيّ، بني وطني، ائتلاف صمود ) وعدد من الشخصيّات الوطنيّة (عبد الكريم الزبيدي، الأزهر القروي الشابي، كمال العكروت، مصطفى كمال النابلي، فاضل محفوظ) وذلك لتناقش الوضع العامّ بالبلاد وسبل الخروج من الأزمة.
ووفق معطيات اولية استقتها حقائق اون لاين من مصادرها ، فان هذه الاحزاب والشخصيات تسعى الى الدخول في جبهة سياسية واحدة، كما انه يجري التنسيق من اجل مزيد ضم اطراف تقديمة ديمقراطية لهذه العائلة التي تسعى الى توحيد الصف.
ومن المنتظر ان يتم الاعلان خلال الفترة القادمة عن جبهة موحدة وذلك في اطار التحضيرات اللانتخابات المقبلة، وربما ترشيح شخصية واحدة على راسها. وتفيد ذات المصادر ان مفاوضات تجري مع ناجي جلول للاتحاق بهذه المشروع السياسي، كما انّ هذه المبادرة منفتحة على كل الاطراف التي تنتمي للعائلة الديمقراطية بما فيها الدستوريون.
وقد اثرت الانتخابات الاخيرة التي جرت في صيف 2019، على المشهد السياسي في تونس حيث ساهمت في صعود اليمين وقوى جديدة مناصرة له (ائتلاف الكرامة، قلب تونس) امام ضعف العائلة الوسطية وترهل اليسار الذي ظفر بمقد واحد في مجلس نواب الشعب من اصل 217 مقعد، وهو ما تسبب في غياب معادلة بين موازين القوى واضعف المعارضة صلب البرلمان.